حذر ديفيد تورتون، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة أكسفورد وأحد كبار الخبراء الذين زاروا جنوب أثيوبيا، من أن سد النهضة الأثيوبى سيتسبب فى كارثة إنسانية حقيقة تطال حوالى نصف مليون أثيوبى من إجمالى عدد سكان يتجاوز المليون.
ونقلت صحيفة "البوست" الإيطالية قول تورتون بأن "90 ألف شخص يتحدثون 6 لغات مختلفة يعيشون على طول الروافد الدنيا لنهر أومو الذى بنى عليه سد النهضة ، فهى شعوب متميزة لغويا وغالبيتهم أثيوبيين، يتحدثون الاورومو أو الامهرية، وترتبط حياتهم ارتباطا وثيقا بدورات النهر التى هى معرضة للخطر بسبب السد، فالتربة المغطاة بالمغذيات معرضة للازالة، وهو ما يؤثر على الأقل على نصف مليون شخص ، من السكان الاثيوبيين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".
وأضاف تورتون أن "المصادر الرئيسية الثلاثة للغذاء فى اثيوبيا معتمدة على الزراعة الغرينية والثروة الحيوانية والزراعة البعلية، ومعظم السكان على طول نهر أومو يعتمدون على التبادل التجارى بهذه الموارد ، ومع سد النهضة فإن هذه الموارد ستتلاشى تماما مما يعرض البلد الى أسوأ ازمة ومجاعة.
واعترضت منظمة Survival International غير الحكومية ، التي تتعامل مع الدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم ، على المشروع في الصحف وفي الميدان ، لزيادة وعي الحكومة الإثيوبية والرأي العام العالمي بشأن المخاطر التي يواجهها السكان وادي أومو.
وأضاف:"يبدو أن المجتمع الدولي لا يدرك أنه يتبرع بأموال للسماح للحكومة الإثيوبية بتدمير حياة الشعوب الأصلية في وادي أومو،فالتمويل القادم لا يحسن الظروف المعيشية على الإطلاق، كما يدعى البعض، وبدلاً من ذلك ، تستخدم السلطة التنفيذية الميزانية لجعلها أسوأ من خلال برامج القرية ".