قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن انسحاب داود أوغلو، رئيس الحكومة من المشهد السياسى التركى بعد إعلانه التنحى عن رئاسة حزب العدالة والتنمية فى 22 مايو الجارى، ليستقيل بذلك من منصبه، يفسح المجال أمام الرئيس رجب طيب أردوغان لتعزيز سلطته، وذلك من خلال اختيار رئيس وزراء أكثر ولاء له، وهو صهره بيرات البيرق.
وأضافت الصحيفة أن البيرق ليس معروفا على الساحة الدولية التى تعتمد على تركيا كجزء أساسى فى الحرب ضد داعش، وكحصن ضد تدفق اللاجئين إلى أوروبا، موضحة أن أردوغان يدفع بصهره إلى الأضواء بعد خلافه مع رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو.
ويرى التقرير أن بيرات البيرق، 37 عاما، وزير الطاقة الحالى، وزوج ابنة الرئيس أردوغان، قد يكون الخليفة المحتمل لأوغلو، والمستفيد من أبعاده، وينقل التقرير عن خمسة أعضاء فى حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، وصفهم لبيرات وأخيه سيرحات بأنهما نظما الهجوم السياسى والإعلامى ضد داود أوغلو.
وينقل التقرير عمن يصفه بالمسئول الرفيع فى الحزب قوله "فى الأشهر الستة الأخيرة، رأينا فجأة شابا غريبا تماما، يتدخل بعمق فى قضايا داخل القصر" فى إشارة إلى مكان إقامة الرئيس أردوغان، مضيفا "لم يكن هناك سرية فى ذلك، لقد كانت رسالة واضحة إلينا".
وأشارت الصحيفة البريطانية أن أردوغان يبدو مصمما لإجراء استفتاء دستورى لتعزيز رئاسته ومن ثم يقوى موقفه، وقال أمس لزعماء المحليات بعد صلاة الجمعة "النظام الرئاسى مطلب ملح وليس أجندة شخصية".
ويشدد التقرير على أن أردوغان بتفويض البيرق لإبعاد داود أوغلو أرسل رسالة إلى كبار الشخصيات فى حزبه عن الخليفة المحتمل لرئيس الوزراء، وإذا نجح فى ذلك سيضع، بحسب أحد المسئولين فى حزبه، بذور حكم سلالة عائلية فى تركيا، كما هى الحال مع آل بوتو فى باكستان أو غاندى فى الهند.
ويوضح التقرير أن البيرق كان قبل زواجه من ابنة أردوغان فى عام 2004 مديرا لمجموعة جاليك التركية القابضة وأحد أبرز من يطلق عليهم "نمور الأناضول" فى حزب العدالة والتنمية .
واشترى البيرق صحيفة الصباح التركية بمبلغ 1.5 مليار دولار، بعد حصوله على قرض مساعدة من بنوك حكومية بمبلغ 750 مليون دولار.