حذر الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، اليوم الأربعاء، من اجتياح موجة شديدة الحرارة للبلدان الأوروبية، يمكن أن ينتج عنها خسائر بشرية كارثية كما حدث فى عام 2003، و التى أودت بحياة حوالى 70 ألف شخص خلال موجة حر قياسية ، لافتا إلى توقعات بأن يزيد تغير المناخ من تواتر وكثافة موجات الحر على مستوى العالم .
وناشد الاتحاد، فى بيان اليوم فى جنيف، المواطنين فى أوروبا بضرورة الاطمئنان على الأقارب والجيران والأصدقاء خاصة كبار السن ، مشيرا إلى أن مكاتب الأرصاد الجوية الأوروبية تتوقع أن تصل درجات الحرارة فى فرنسا واليونان وإيطاليا وأسبانيا وسويسرا خلال هذا الأسبوع إلى 30 درجة مئوية أو أكثر، فى الوقت الذى يتوقع أن تصل الحرارة فى مدريد إلى حوالى 40 درجة مئوية يوم الجمعة .
من جانبها، قالت المنسقة الصحية للاتحاد الدكتورة انيتا ترجاشيفسكا إن كبار السن فى أوروبا معرضون للمخاطر فى ظل هذا الارتفاع فى درجة الحرارة خاصة أن بعضهم لا يمتلك أجهزة تبريد للهواء ، أو قد يكونوا معزولين اجتماعيا وقدرتهم البدنية ضعيفة أو يعانون من أمراض مزمنة .
كما أشار بيان الاتحاد الدولى، إلى التحديات التى تواجه العاملين فى المجال الصحى حيث أنهم فى الخطوط الأمامية فيما يتعلق بتأثير ارتفاع درجات الحرارة و الإصابة بالإجهاد الحرارى بالإضافة لمكافحة فيروس كورونا ، لافتا إلى أن استمرار انتشار فيروس كورونا فى فصل الصيف قد يكون له تأثير سلبى .. فقد كان يلجأ الكثيرون للأماكن العامة والحدائق ومراكز التسوق للتخفيف من ارتفاع الحرارة إلا أنه فى ظل الجائحة قد يتردد الكثيرون فى مغادرة منازلهم خوفا من العدوى، كما قد يخشى البعض طلب الرعاية الصحية لعلاج ضربات الشمس لنفس السبب .
وينصح الاتحاد الدولى بالعزل الذاتى للأشخاص الضعفاء خلال جائحة كورونا إلا أنه وخلال موجة الحر قد يكون ذلك مهددا للحياة ، خاصة لمن لا يمتلكون أنظمة تبريد منزلية ، وقال بيان المنظمة إن الأشخاص الأكثر عرضة للإجهاد الحرارى هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا ، من كبار السن والحوامل و من يعانون من ظروف صحية والمشردين والمهاجرين .. بالإضافة للعاملين بالمجال الصحى فى الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا فى ظل احتياجهم لارتداء معدات الحماية الشخصية التى تزيد من الإجهاد الحرارى .