يقول ممثلون للادعاء فى العاصمة الإيطالية روما إن الاختبار الحكومى الذى جرى فى الشهر الماضى لشغل 400 وظيفة حارس سجن مثل فشلا ذريعا بالنسبة لنحو ثمانية آلاف شاب إيطالى تواقين للعمل أما بالنسبة للمافيا فربما كان ذلك فرصة عظيمة.
ويجرى المدعون الآن تحقيقا فى عملية غش واسعة النطاق ومنظمة مع ضبط 88 شخصا يرتدون أساور أو معهم أغطية هواتف محمولة تحمل إجابات الاختبار أو أجهزة بث لاسلكى وسماعات يُعتقد أنها استخدمت فى إبلاغ الإجابات، ويقول المدعون إن مافيا كامورا بشمال نابولى والتى يوجد مقرها فى المكان الذى قامت فيه إحدى الشركات بطباعة الامتحان ربما وصلت للإجابات وحاولت جعل أشخاص تابعين لها يخترقون نظام السجن الذى يضم سبعة آلاف فرد من العصابة من بينهم نحو 700 من رؤسائها.
وأشارت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى إلى أنه من المعتقد أن عصابة المافيا باعت الإجابات لمتقدمين آخرين مقابل نحو 25 ألف يورو (28 ألف دولار)، ولم تعط محكمة روما تفاصيل التحقيق ولكنها قالت إن وزارة العدل تريد إلغاء نتيجة الامتحان، وقال دوناتو كابيسى الأمين العام لأكبر اتحاد للعاملين فى السجون (سابي)عن التزوير المحتمل فى الامتحان "إنه عار، "إننا أول من نطلب من الوزارة التوضيح" بعد اكتشاف هذا الغش.
وفى إيطاليا حيث بلغت نسبة البطالة بين الشبان نحو 40 فى المئة على مدى ثلاث سنوات كما أنه من شبه المستحيل إيجاد وظيفة بوقت كامل يلقى هذا الاختبار الضوء على بعض من المخاوف التى يعانى منها الاقتصاد منذ فترة طويلة وهى الفساد الواسع النطاق وتغلغل نفوذ المافيا وانعدام الجدارة وسوق عمل جامدة.
والغش فى امتحانات الالتحاق بوظائف عامة فى إيطاليا أمر شائع كما جرت عدة تحقيقات جنائية فى السنوات الأخيرة من بينها تحقيقات فى اختبارات بشأن وظيفتى أستاذ جامعة وشرطى مرور، وتجمع عشرات من الشبان فى العشرينات من عمرهم والذين دخلوا الامتحان الذى جرى فى ابريل نيسان بالإضافة إلى أعضاء فى اتحاد سابى فى ميدان قريب من مبنى وزارة العدل فى روما اليوم الثلاثاء وهو يطلقون صافرات ويلوحون بالأعلام ويرددون النشيد الوطنى مطالبين الحكومة بتوظيف ألف حارس جديد على الفور.