في ظل ما تشهده سياسات تركيا الخارجية، حاليا، من انفتاح مع الكثير من الدول التي توترت علاقاتها معها، اعتبر يشار ياكيش وزير الخارجية التركي الأسبق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، أن وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، هو التغير الأكبر في موازين القوى الذي سيسهم في تغيير أنقرة لسياساتها الخارجية.
وقال ياكيش إن وصول الرئيس الأمريكي جو بادين إلى السلطة، سيجبر تركيا على تغيير سياساتها الخارجية، مشيراً إلى إقدام تركيا على تغييرات كبيرة في سياستها الخارجية، أهمها وأخطرها هو توتر العلاقات مع قطر، بسبب توجه أردوغان إلى إغلاق القاعدة العسكرية التركية في الدوحة.
واعتبر أن جو بايدن سبب انقلاباً في موازين القوى، بما في ذلك التقارب الإسرائيلي العربي، وإصلاح العلاقات مع الدول العربية، ولذا سيغلق أردوغان قاعدته العسكرية التركية في الدوحة، ويقلل من التقارب مع قطر، حتى يتسنى لتركيا التعامل مع دول خليجية أخرى.
وأضاف "ياكيش" أنه جاء الوقت من أجل تحسين تركيا علاقاتها المتأزمة مع دول الخليج، مشيراً إلى أن أنقرة تجري العديد من اللقاءات مع المسؤولين بخصوص هذه القضية، التي كان آخرها اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات، مطلق القحطاني، قد أعلن عن استعداد الدوحة للتوسط بين السعودية وتركيا وإيران من أجل تسوية النزاعات.
ونقل موقع "تركيا الآن" عن القحطاني قوله في ندوة عُقدت الأسبوع الماضي بعنوان "سياسة وتجربة قطر في حل النزاعات"، إن موقع قطر الاستراتيجي، حيث إنها تقع في منطقة حيوية وجيوسياسية هامة، بالإضافة إلى أنها تقع بين دولتين مهمتين، وهما السعودية وإيران، اللتان تواجهان الكثير من التحديات، كل ذلك يدفع قطر لتبني سياسة محايدة تؤمن بالحوار.
يُشار إلى أن تركيا تشهد في الفترة الحالية انفتاحاً مع الكثير من الدول التي توترت علاقاتها معها، فقد عبرت عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي وإنهاء التوتر السائد في العلاقات بين الجانبين في كثير من الملفات، آخرها التوتر بسبب أنشطة التنقيب التركية عن النفط والغاز في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص العضوين بالاتحاد في شرق البحر المتوسط، حيث أكد الرئيس التركي إردوغان أن تركيا ترى نفسها مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل، وأن كل خطوة إيجابية في العلاقات التركية الأوروبية تعد بمثابة فرصة جديدة لكلا الجانبين.