قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ثورة النقابات العمالية فى فرنسا تضع مستقبل الرئيس فرانسوا هولاند وصورة البلاد على المحك، فمع انتظار وصول أكثر من مليونى شخص إلى فرنسا لمشاهدة مباريات يورو 2016، فإن البلاد تشهد موجة من الإضرابات ونقص الوقود وحالة طوارئ.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى البلاد فى عام 2017، فإن الرئيس الاشتراكى هولاند يواجه الأزمة الأصعب والأكثر تفجرا على الإطلاق. وليس مستقبل هولاند السياسى وحدة على المحك، ولكن صورة فرنسا نفسها.
ومن المتوقع أن تستقبل البلاد ما يقرب من مليونى شخص خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية المقررة خلال أسبوعين. لكن الوضع ليس بنموذجى، فهناك إضرابات عمالية ونقص للوقود وشلل محتمل فى وسائل المواصلات وتهديد إرهابى وحالة من الطوارئ وحالة من التوتر والعنف بين الشرطة والمحتجين فى الشوارع.
وأشارت الصحيفة إلى أن هولاند هو الرئيس الأقل شعبية فى تاريخ فرنسا المعاصر، وتراجعت معدلات شعبيته وفقا لأحدث الاستطلاعات بين 13% و20%، وكان من المفترض أن يمضى هولاند هذا الوقت وهو يحاول استكشاف أجواء إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة بشعاره الجديد "الأمور تتحسن" حتى لو كان أكثر من 70% من الشعب الفرنسى لا يصدق أن هذا حقيقى.
وتتابع الصحيفة قائلة إن الصورة من الخارج تبدو وكأن احتجاجات عمال النفط شائعة، لكنها ليست كذلك فى الحقيقة. فخلال العقد الماضى، حلت المفاوضات المباشرة محل الإضرابات والصدامات فى فرنسا.
صحيح أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى واجه الحصار أيضا بسبب إصلاحات للمعاشات فى عام 2010، إلا أن هناك فارق كبير الآن وهو أن هولاند رئيس يسارى يواجه معارضيه من النقابات العمالية اليسارية، وهذه أول مرة تواجه فيها حكومة اشتراكية فرنسية تمرد نقابى منذ أكثر من 30 عاما.