اعتمد الاتحاد الأوروبي اليوم /الثلاثاء/ خطة جديدة للشراكة مع دول منطقة جنوب البحر المتوسط بعد مرور 25 عاما على "إعلان برشلونة".
وذكر الاتحاد الأوروبي -في بيان صحفي- أن المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى اعتمدا اليوم الوثيقة المشتركة بشأن شراكة متجددة مع الجوار الجنوبي، والتي تحدد خطّة جديدة طموحة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط وذلك بهدف انطلاق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وشركائه في الجوار الجنوبي.
وبحسب البيان، تقوم الخطّة على أساس القناعة بأنه من خلال العمل معًا بروح من الشراكة، يمكن تحويل التحديات المشتركة إلى فرص في إطار المصلحة المتبادلة للاتحاد الأوروبي وجيرانه في الجنوب.
ولفت البيان إلى أن الخطة الجديدة تتضمن خطة اقتصادية واستثمارية مخصصة لتحفيز الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل في الجوار الجنوبي. وسيتّم تخصيص ما يصل إلى 7 مليار يورو لتنفيذ الخّطة خلال الفترة 2021-2027 في إطار أداة الجوار والتنمية والتعاون الدولي الجديدة للاتحاد الأوروبي (NDICI) ، ممّا من شأنه أن يساعد على حشد استثمارات خاصة وعامة تصل إلى 30 مليار يورو في المنطقة خلال العقد المقبل.
ونقل البيان عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي نائب رئيس المفوضية جوزيب بوريل قوله إن هذه الوثيقة "توجه رسالة أساسيّة حول الأهمية التي نوليها لجوارنا الجنوبي"، وتشديده على أن الشراكة المتوسطية المعززة تظل ضرورة استراتيجية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.
وتابع بوريل "بعد 25 عامًا من إعلان برشلونة وعشر سنوات بعد الربيع العربي، لا تزال التحديات في منطقة البحر الأبيض المتوسط مروعة ويعود الكثير منها إلى التوجّهات العالمية. ولمواجهة هذه التحديات، يجب علينا تجديد جهودنا المشتركة والعمل معًا بشكل وثيق كشركاء ولمصلحة الجميع. وهذا ما تتمحور حوله الخطّة الجديدة".
وأكد أن الاتحاد الأوروبي مصمم على العمل مع شركائه على خطّة جديدة تركز على المواطنين، وخاصة النساء والشباب منهم، وتساعدهم على تحقيق آمالهم في المستقبل، والتمتع بحقوقهم، وبناء منطقة جوار جنوبي شامل وسلمي وآمن وأكثر ديمقراطية وأكثر اخضرارًا وازدهارًا.
بدوره، قال مفوض الجوار والتوسع بالاتحاد أوليفر فارهيلي إنه "من خلال الشراكة المتجددة مع الجوار الجنوبي، نقدم بداية جديدة في علاقاتنا مع شركائنا الجنوبيين، تقوم على أساس المصالح والتحديات المشتركة وتم إعدادها مع جيراننا".
وأضاف أن هذا الأمر يبيّن أن أوروبا تريد المساهمة بشكل مباشر في رؤية للازدهار والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل، ولا سيما في التعافي الاجتماعي والاقتصادي من أزمة (كوفيد- 19) من خلال حوار وثيق مع شركائنا، حيث تم تحديد عدد من القطاعات ذات الأولوية، من بينها خلق النمو والوظائف، والاستثمار في رأس المال البشري والحكم الرشيد.
وتابع "نحن نعتبر الهجرة تحديًا مشتركًا، حيث إننا على استعداد للعمل معًا لمكافحة الهجرة غير النظامية والمهربين جنبًا إلى جنب مع شركائنا لأنها تشكل خطرًا علينا جميعًا. سنعمل معًا لإحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع لصالح كل من جيراننا وأوروبا".
وأوضح البيان أن الخطّة الاقتصادية والاستثمارية للجوار الجنوبي المخصّصة إلى تحسين نوعية حياة المواطنين وضمان أن الانتعاش الاقتصادي، لا سيما من جائحة (كوفيد- 19)، لا يترك أحداً يتخلف عن الركب، تشمل الخطة مبادرات أولية رائدة لتعزيز الصمود وبناء الازدهار وزيادة التجارة والاستثمار لدعم القدرة التنافسية والنمو الشامل.. مشيرا الى ان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون جزء لا يتجزّأ من شراكتنا وهو ضروري من أجل ضمان ثقة المواطنين في مؤسساتهم.
وذكر الاتحاد الأوروبي أنه في عام 1995، أطلق إعلان برشلونة الشراكة الأورومتوسطية بهدف خلق منطقة سلام وازدهار مشترك وتبادلات إنسانية وثقافية، حيث تم إجراء آخر مراجعة لسياسة الجوار الأوروبية في عام 2015.
ولفت الاتحاد إلى أنه وبعد 25 عامًا، تواجه منطقة البحر الأبيض المتوسط عددًا من التحديات المتعلقة بالحوكمة والمناخ الاجتماعي والاقتصادي والبيئة والأمن، والتي تفاقمت بسبب جائحة (كوفيد- 19)، اذ أشار المجلس الأوروبي في ديسمبر 2020 إلى الحاجة إلى تطوير خطّة جديدة للجوار الجنوبي وتطلّع إلى الوثيقة المشتركة.
وأكد الاتحاد -في بيانه- أن الخّطة الجديدة لمنطقة المتوسط ستوجه سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة والبرامج متعددة السنوات في إطار أداة الجوار والتنمية والتعاون الدولي الجديدة (NDICI) للاتحاد الأوروبي على المستويين الإقليمي والثنائي، كما سيجري الاتحاد الأوروبي مراجعة منتصف المدة للوثيقة المشتركة بحلول عام 2024.
وفى السياق ذاته، قال لويس ميجيل بيونو المتحدث الرسمى باسم الاتحاد الأوروبي لشمال إفريقيا والشرق الاوسط -اليوم في تدوينة على حسابه على "تويتر"- "بعد مرور 25 سنة على إعلان برشلونة, لا يزال تعزيز الشراكة الأورومتوسطية يشكل ضرورة استراتيجية بالنسبة لنا".