تعقد الأمم المتحدة اليوم مؤتمرا للاحتفال باليوم الدولي السادس للمرأة والفتاة في جمعية العلوم للاهتمام وتسريع التقدم في تحقيق أجندة التنمية لعام 2030 وأهدافها العالمية السبعة عشر، وسيكون موضوع اليوم الدولي السادس للمرأة والفتاة في العلوم هو ما وراء الحدود: المساواة في العلوم من أجل المجتمع، مع التركيز بشكل خاص على قيمة الجوانب الاجتماعية والأبعاد الثقافية فى العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتعزيز برامج التنمية المستدامة.
أظهر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن المرأة تمثل 28% من خريجي الهندسة، و40% من خريجي علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات. ويتضمن التقرير فصلا قائما بذاته عن المساواة بين الجنسين في مجال العلوم بعنوان "لكي تكون الثورة الرقمية ذكية يتعيّن أن تكون شاملة للجميع".
وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: "تُهمّش النساء والفتيات في المجالات المرتبطة بالعلوم بسبب جنسهنّ، حتى في يومنا هذا، في القرن الحادي والعشرين". وشددت على ضرورة أن تعرف النساء أن بإمكانهنّ التفوّق في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأنه يحق لهن المشاركة في التقدم العلمي.
وفي رسالة بهذه المناسبة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى النهوض بالمساواة بين الجنسين في مجال العلم والتكنولوجيا بوصفه أمرا أساسيا لبناء مستقبل أفضل.
وقال: "بدون وجود عدد أكبر من النساء في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سيظل الرجال هم الذين يشكلون ملامح هذا العالم من أجلهم، وستظل إمكانات الفتيات والنساء غير مستغلة".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن المرأة التي تمثل 70% من جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية من بين أشد الناس تضررا من الجائحة ومن بين أولئك الذين يقودون جهود التعامل معها.
وتابع يقول: "ازدادت حالات عدم المساواة بين الجنسين بشكل كبير العام الماضي، حيث تحمل المرأة وطأة إغلاق المدارس والعمل من المنزل. ويواجه العديد من العالمات مختبرات مغلقة ومسؤوليات أكبر في مجال الرعاية، مما يترك لهن وقتا أقل للعمل البحثي الذي تشتد الحاجة إليه".
ودعا الأمين العام إلى "العمل معا" على إنهاء التمييز بين الجنسين، وضمان أن تحقق النساء والفتيات كافة إمكاناتهنّ وأن يكنّ جزءا لا يتجزّأ من بناء عالم أفضل للجميع.
وأشار "تقرير اليونسكو للعلوم: السباق مع الزمن من أجل التنمية بطريقة أفضل" - الذي يصدر بأكمله في أبريل من هذا العام - إلى أن نسبة النساء من خرّيجي الهندسة أقل من المتوسط العالمي للعديد من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. هذا هو الحال مثلا في أستراليا (23.2%) وكندا (19.7%) وتشيلي (17.7%)، وفرنسا (26.1%) واليابان (14%) وكوريا (20.1%)، وسويسرا (16.1%) والولايات المتحدة الأميركية (20.4%).
ويشير الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن زيادة مشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيات والهندسة والرياضيات يمكن أن تؤدي إلى سد الفجوة في الأجور بين الجنسين وزيادة دخل المرأة بمقدار 299 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
لكن، بحسب التقرير، يمكن العثور على بعض أعلى نسب خرّيجات الهندسة في الدول العربية. على سبيل المثال في الجزائر (48.5%)، المغرب (42.2%) وعُمان (43.2%) وسوريا (43.9%) وتونس (44.2%).
ويسلط فصل في التقرير الضوء على واقع عدم استفادة النساء الكاملة من فرص التوظيف للخبراء الحاصلين على تعليم عال، ويتمتعون بمهارات عالية في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي حيث تبلغ نسبة النساء فيه واحدة لكل خمسة مهنيين (22%) وفقا للدراسة التي أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2018 بشأن "الفجوة القائمة بين الجنسين على الصعيد العالمي".