قالت صحيفة "أى بى تايمز" الأمريكية إن ولاية نيويورك، التى طالما افتخرت بكونها واحدة من أكثر مدن العالم أمانًا، تشهد ارتفاعًا فى معدلات الجريمة، حيث أصبحت القضية موضوعًا رئيسيًا لانتخابات رؤساء البلديات المقرر إجرائها فى يونيو.
وكانت الجريمة منتشرة فى الولاية فى السبعينيات والثمانينيات عندما كانت أكبر مدينة أمريكية تعانى من أزمة فى الميزانية، لكنها كانت فى اتجاه هبوطى مستمر منذ منتصف التسعينيات.
ومع ذلك، تدهورت الصورة بشكل كبير منذ الصيف الماضى، وقالت الصحيفة إن ما بدأ فى البداية وكأنه نتيجة هامشية للحركة ضد عنف الشرطة فى أعقاب مقتل جورج فلويد والاضطراب الاجتماعى الناجم عن الوباء لم يعد كذلك.
وقالت الصحيفة إن الهجمات بالسكين انتشرت فى مترو الأنفاق إلى جانب زيادة عمليات إطلاق النار، بما فى ذلك فى تايمز سكوير نهاية الأسبوع الماضي. وقال جون بفاف، أستاذ القانون الجنائى فى جامعة فوردها أن العنف "يزداد بالتأكيد".
وقال لفرانس برس "إن ارتفاع الجريمة فى عام 2020 ينطوى على خطر استمرارها حتى عام 2021".
وأضاف بفاف: "أرى حالة من عدم اليقين الاقتصادى الهائل، وضغوطًا عاطفية هائلة، لديك مؤسسات مغلقة فى جميع المجالات. كل هذه الأشياء ستساهم فى العنف ومن ثم يمكن أن يستمر العنف إلى حد ما ذاتيًا فى المستقبل".
ورغم أن نيويورك بدأت فى الخروج تدريجيًا من أزمة فيروس كورونا وأخذت البطالة فى الانخفاض، إلا أن إحصاءات الجريمة بعيدة عن التحسن.
وأظهرت أحدث الأرقام، التى صدرت فى 9 مايو، وقوع 505 ضحايا لإطلاق النار منذ بداية يناير، وهو أعلى رقم منذ 10 سنوات، وارتفع من 275 لنفس الفترة فى عام 2020.
بينما وقعت 146 جريمة قتل حتى الآن هذا العام، بزيادة 40% عن عام 2019 عندما قُتل 104 أشخاص وبزيادة 27% عن العام الماضي.
ورغم انخفاض الجريمة فى مترو الأنفاق بنسبة 43% ، إلا أن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن هذا أمر مضلل حيث انخفض عدد الركاب مع الوباء.
وقالت الصحيفة إن إطلاق النار فى وضح النهار فى تايمز سكوير فى 8 مايو، والذى أدى إلى إصابة امرأتين وطفل، أدى إلى دفع جرائم العنف المتصاعدة إلى صدارة حملة رئاسة البلدية، قبل ستة أسابيع من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى فى 22 يونيو.