قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تنظيم داعش يواجه مخاطر حقيقية بخسارة الأراضى التى يسيطر عليها لأول مرة منذ إعلان دولته المزعومة، وذلك فى ظل الهجوم المركز الذى يتعرض له اثنان من معاقل التنظيم الإرهابى فى سوريا واثنان آخران فى العراق، مما جعل المسلحين يناضلون من أجل الدفاع عنهم.
وتوضح الصحيفة قائلة إنه للمرة الأولى منذ إعلان أبو بكر البغدادى، قائد التنظيم عن نشأته عبر سوريا والعراق، يواجه الخطر الحقيقى بخسارة جزء كبير من أراضيه.
فالهجمات التى تستهدف معاقل التنظيم مدعومة بشدة من الولايات المتحدة، التى صعدت منذ إبريل الماضى حملتها لتدمير داعش فى شمال سوريا وغرب العراق، وهو المشروع الذى اعتبره الحلفاء محدودا وحذرا للغاية، لكنه الآن يكتسب زخما عسكريا.
ففى العراق، هناك معارك تدور لتحرير الفلوجة والموصل. فى سوريا، فإن العاصمة الفعلية للتنظيم "الرقة" أصبحت مسرحا لصدامات ويهرب السكان من المدينة استعداد لهجوم برى يبدوا حتميا وإن لم يكن وشيكا.
لكن حتى فى الوقت الذى بدأ فيه التنظيم يذبل، فإن الانشقاقات بدأت تظهر سريعا بين هؤلاء الذين يحاربونه، مما يعنى إمكانية خسارة المكاسب التى تحققت. ويقول زعماء القبائل إن ما سيحدث بعد ذلك يمكن أن ينهى إعادة تنشيط داعش، ويدفع نفس الجماعات التى تحاول الحرب تحريرهم إلى أيديهم مرة أخرى.
وتشير الصحيفة إلى قضية أخرى أساسية تلوح فى الأفق، وإن كانت لم يتم معالجتها بعد، وتتعلق بمدى تأثير العملية السياسية على إعادة تحرير السنة المهمشين فى كلا من سوريا والعراق، والذين يزعم داعش أن يحارب باسمهم. وكلما سقط التنظيم بسرعة بدون خطة لما سيحدث بعد ذلك، كلما زاد خطر حدوث انقسام لا رجعة فيه على أسس عرقية وطائفية بين الجماعات التى تمكنت من التعايش المشترك. وأكدت الصحيفة أن الخصومات العرقية تشكل تهديدا قويا لنجاح الهجوم الأخير الذى بدأ يوم الأربعاء فى سوريا.