تعزيزا للعلاقات مع بلاد جنكيز خان، قام وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بممارسة الرماية بالقوس والسهم اليوم الأحد كما تناول عينات من الجبن وشاهد مباريات مصارعة قديمة، وأشاد بمنغوليا باعتبارها "واحة الديمقراطية الحديثة" فى منطقتها.
وترغب منغوليا، التى تقع بين دولتى الصين وروسيا، فى علاقات أعمق مع الولايات المتحدة.
وتضمنت زيارة كيرى إلى منغوليا، التى يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، إشادة بقصة البلاد نحو الديمقراطية.
وستكون الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل فى منغوليا هى السابعة منذ عام 1990، عندما انتفضت الدولة - التى تنتشر بها سهول العشب والرعاة الرحل - على واقعها كدولة تدور فى المدار السوفيتى.
لكن كيرى دعا أيضا إلى مزيد من الشفافية فى منغوليا، وهى قضية حساسة نظرا لتدافع الأجانب على مواد البلاد الغنية وتساؤلات حول كيفية تقاسم الإيرادات بين المواطنين الفقراء.
وفى مارس الماضى، نظم مئات المحتجين مظاهرة نادرة فى ساحة مركزية بالعاصمة، للمطالبة بحل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة.
ومع ذلك، أعلنت شركة "ريو تينتو" العملاقة للتعدين الشهر الماضى عن مرحلة جديدة من التنقيب عن الذهب والنحاس بمليارات الدولارات.
وقال كيرى إن الحكومة تتوقع وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق للشفافية مع الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف أن ذلك سيساعد على جذب الاستثمار الأجنبى وتعزيز الاقتصاد الذى يتوقع أن ينكمش قليلا هذا العام وسط انخفاض أسعار السلع وضعف الطلب من الصين.
وقال كيري، الذى أعلن عن برنامج لدعم الديمقراطية بقيمة 2.5 مليون دولار ويستهدف القادة الشباب فى منغوليا، إنه يتعين على البلدين تجاوز الفصل الجغرافى بينهما.
وأضاف "فيما يتعلق الأمر بآمالنا وتطلعاتنا من أجل شعبينا، لا يمكن أن نكون أكثر تقاربا".
وتوجه كيرى فى وقت لاحق اليوم الأحد إلى بكين لإجراء محادثات استراتيجية واقتصادية سنوية مع المسؤولين هناك.
وتشكل تعليقاته بشأن الصين فى تصريحات صحفية، بعد لحظات فقط من إشادته بمنغوليا، تناقضا صارخا.
ومع ورود تقارير تفيد بإنشاء الصين منطقة دفاع جوى ببحر الصين الجنوبى المتنازع عليه، حذر كيرى مما قال إنه "عمل استفزازى سيتسبب فى زعزعة استقرار المنطقة."
وأضاف "من شأن ذلك أن يزيد حدة التوتر بين الصين وجيرانها الآسيويين، ويقوض التزام الصين بحل النزاعات حول الجزر المتنازع عليها، دبلوماسيا."
من المرجح أن تكون هذه القضية محور مناقشات فى الأيام المقبلة.