مشاهد ديراماتيكية مرت بها حياة رئيس غينيا ألفا كوندى، منذ شبابه وتعليمه فى أرقى المدارس فى باريس، حتى التحاقه بقاعات التدريس الفرنسية ومنها إلى الساحة السياسية، فتحول إلى صفوف المعارضة لتخليص بلاده من الديكتاتورية، حتى وصل لكرسى الحكم 2010 ثم مشهد اعتقاله فى 2021.
ملخص لحياة شاب حاول التغيير فى بلاده، بعد أن أمضى نعومة أظافره فى مدينة بوكى الغينية، فقد ولد كوندى عام 1938، لكنه انتقل إلى العاصمة كوناكرى ليدرس الابتدائية هناك، ثم التحق مبكرا بالجامعة فى ديكسين بالعاصمة، لكنه غادر فى سن مبكرة نحو فرنسا، ليلتحق بمدرسة بيير دى فيرما الثانوية فى تولوز.
حصل على شهادة الباكالوريا من "ليسى تارجوت" أرقى ثانويات باريس، ثم انضم إلى جامعة السوربون، وحصل على دبلوم عالٍ فى علم الاجتماع، ثم نال دكتوراه دولة فى القانون العام فى كلية الحقوق بجامعة "باريس1" العريقة.
وفى قاعات التدريس الفرنسية بدأ التدريس محاضرا بكليات القانون والاقتصاد بباريس، وفى سبعينات القرن الماضى انخرط فى الساحة السياسية عام 1977، فأسس الحركة الوطنية الديمقراطية، للنضال من الخارج، للتغيير السياسى فى غينيا، وتحولت إلى حزب طرأت على اسمه تغييرات مختلفة، بأهداف ثابتة.
عاد كوندى إلى وطنه آملا فى تغيير سياسى عبر صناديق الاقتراع، متكئا على تجربة طويلة فى مقارعة الأنظمة فى غينيا، واجه عام 1993، الرئيس حينها لانسانا كونتى، الموجود فى السلطة منذ 1983، وفاز الجنرال، فى انتخابات تقول المعارضة والمراقبون الدوليون، إنها اتسمت بالتزوير، وشاب مسارها الكثير من الانتهاكات.
بعد 5 أعوام أصبح كوندى الزعيم الأبرز للمعارضة الغينية ونافس كونتى فى الانتخابات الرئاسية، لكن الجنرال زجّ به فى السجن، 20 شهرا وبعد حملة حقوقية محلية ودولية، وافقت السلطة على تقديمه للمحاكمة، وبعد جلسات طويلة انتهت فى سبتمبر 2000، حُكم على الرجل بالسجن 5 سنوات وخرج بعفو رئاسى 2001 ورحل مجددا إلى باريس.
وبعد وفاة الجنرال كونتى، عاد فى عام 2005 وبعد سنوات طويلة استجاب المجلس العسكرى الحاكم آنذاك لطلب كوندى فى تنظيم انتخابات رئاسية أعلن ترشحه فيها، وفاز فى نوفمبر عام 2010، ووأصبح كوندى أول رئيس منتخب.
وخلال سنوات حكمه شهدت غينيا بين عام 2010 و2017، نموًا سنويًا بلغ فى المتوسط نسبة 4%، مما جعله يحصل على ولاية رئاسية ثانية فى عام 2015 بنسبة 57.9% من الأصوات فى الجولة الأولى.
وفى عام 2019 نظيم استفتاء شعبى يمنحه الترشح لولاية ثالثة وهى الدعوة التى رفضتها المعارضة بقوة، ووقفت لها فى احتجاجات شعبية كبرى، لكنه فاز بالولاية الثالثة فى اكتوبر 2020، لكن لم يستمر الأمر طويلا، تم الاطاحة به من قبل قوات خاصة فى سبتمبر 2021.