قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر "طاقة نظيفة"؛ تحمي المنطقة في المستقبل، وأن الاقتصاد العالمي يتجه بشكل لا رجعة فيه نحو إزالة الكربون من جميع القطاعات، داعية إلى ضرورة التأكد من أن يكون الانتقال إلى صافي انبعاثات صفرية منصفا لجميع الأشخاص، وجميع المناطق، خاصة تلك التي تعتمد على عائدات النفط والغاز.
وقالت المسئولة الأممية في كلمتها خلال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي استضافتها السعودية، "إن التحول من الوقود الأحفوري سيكون بلا شك تحديا ذا أبعاد ملحمية، ويتطلب استثمارات موسعة وموجهة لدعم أولئك الذين سيتأثرون بشكل مؤقت."
وأشادت أمينة محمد بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة بمساعي قادة العالم الهادفة إلى تشكيل أول تحالف من نوعه في المنطقة لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، ولتوفير منصة تجمع بين المعرفة ورأس المال، إضافة إلى وضع أسس "دبلوماسية المناخ" والتي تتضمن تعزيز الإرادة السياسية اللازمة لإحداث التغيير الجذري.
وأوضحت أن ثمة حاجة إلى تقليل واستقرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بشكل عاجل إلى صافي الصفر بحلول عام 2050. "هذا يعني خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010."
وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، ضرورة مواجهة التحديات وسبل معالجتها، وقالت إنه تم تصميم المبادرة بحيث لا تساعد فقط في تقليل الانبعاثات من صناعة النفط والغاز في المنطقة، لكنها ستخلق أيضا مصارف كربون جديدة وتساعد على استعادة وحماية مساحات شاسعة من الأراضي من خلال التشجير. وأشارت إلى أن الطموح لزراعة 50 مليار شجرة "مثير للإعجاب حقا، وسيكون له العديد من الفوائد المشتركة للناس."
وحذرت المسؤولة الأممية من "انتقال الطاقة الذي تتم إدارته بشكل سيئ الذي قد يؤدي إلى انحدار العالم إلى حالة من عدم المساواة والفقر والاضطرابات." ودعت إلى التحرك بسرعة: "إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فستواجه هذه المنطقة 200 يوم من الحرارة الشديدة، ودرجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، كل عام بحلول نهاية القرن."
وشددت على أن التضامن والإنصاف من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام متعدد الأطراف. وقالت: "لهذا السبب يسعدني أن أرى أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر هي نهج إقليمي وتعاوني للعمل المناخي." وحثت على الاستعداد لحضور مؤتمر الأطراف السادس والعشرين "لجعله ليس فقط نجاحا ولكن أيضا نقطة تحوّل حقيقية لتحقيق انتقال صديق للبيئة ومرن وعادل."
كما دعت، الجهات المالية الخاصة إلى المشاركة في الإطار المشترك لمجموعة العشرين لمعالجة الديون، لضمان قدرة البلدان النامية على الحفاظ على مستويات مستدامة من الديون دون أن يُطلب منها إجراء مقايضات مستحيلة على حساب شعوبها والكوكب.
وتأتي قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر قبل أيام من قمة مجموعة العشرين في روما، وتسبق أيضا مؤتمر الأطراف السادس والعشرين للمناخ في جلاسكو.