سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على الوضع فى فنزويلا، وقالت فى تقرير قاتم لها إن الجوع يهز الدولة بأكملها حتى أن شاحنات الطعام تتعرض دائما للهجوم لسرقتها مما دفع الدولة لحمايتها بالحرس المسلح، فى الوقت الذى وقف فيه الجنود يحرسون المخابز، وأطلقت فيه الشرطة الرصاص المطاطى على اليائسين الذين يقتحمون محلات البقالة، والصيدليات ومحلات الجزارة. وازداد الوضع سوءا عندما أطلق النار على فتاة عمرها 4 أعوام لتلقى مصرعها وسط اشتباكات بين عصابات الشوارع بسبب الغذاء.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المئات من الأشخاص فى مدينة كومانا التاريخية، تظاهروا أمام متجر يصرخون من أجل الطعام، ثم اقتحموا البوابة الحديدية ودخلوا، وخطفوا المياه والدقيق ودقيق الذرة والملح والسكر والبطاطس، وتقريبا أى شئ تقع أعينهم عليه، ليتركوا خلفهم ثلاجات مكسورة وفارغة ورفوف مقلوبة.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء المتظاهرون أظهروا كيف يمكن لدولة لديها أكبر احتياطى نفط فى العالم، أن يقوم أبناؤها بأعمال شغب بسبب عدم وجود طعام كافى، مشيرة إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا أكثر من 50 واقعة أعمال شغب بسبب الطعام، ومظاهرات وأعمال نهب فى أماكن متفرقة من الدولة، كما تم سرقة أو تدمير عشرات الشركات، وقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وأكدت الصحيفة أن هذا الوضع هو تحديدا ما تعهد القادة بتجنبه.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الانهيار الاقتصادى الذى عانت منه فنزويلا فى الأعوام الأخيرة تركها غير قادرة على إنتاج مواد غذائية كافية أو استيراد حاجتها من الخارج، ويقول 87% من الفنزويليين إنهم لا يجدون الأموال لشراء طعام كافى، وفقا لتقييم لظروف المعيشة أجرته جامعة "سيمون بوليفار". بينما 72% من الأجور الشهرية يتم انفاقها فقط لشراء الطعام، وفقا لمركز التوثيق والتحليل الاجتماعى.