سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على موقف الشباب البريطانى من خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبى بعد الاستفتاء التاريخى الذى تفوقت فيه حملة الخروج بفارق ضئيل، وقالت إن الخوف واليأس يسيطران على الشباب لأنهم كانوا يؤيدون البقاء، فبالنسبة للكثير منهم الذين ولدوا وبلادهم جزء من الاتحاد، "الوحدة الأوروبية تجربة مسلم بها وليس تجربة سياسية" يمكنهم الخروج منهم.
ونقلت الصحيفة عن فيليبس، البالغ من العمر 27 عاما، قوله إن تابعيات قرار الانسحاب سيتحملها الشباب لفترة طويلة "ولكن مجموعة من المتقاعدين تمكنوا من أن يأخذوا قرار بدلا عنا، معربا عن "رعبه" حيال الوضع الاقتصادى لبلاده.
بينما تقول لويس دريسكول، البالغة من العمر 21 عاما إنه ظلت تبكى طوال اليوم "كان لدى شعور سئ، ماذا سنفعل الآن، أنا خائفة للغاية"، مشيرة إلى أن والديها صوتوا لصالح المغادرة.
واعتبرت نيويورك تايمز أن التصويت للخروج من أوروبا أظهر حدة التوتر والانقسامات فى المجتمع البريطانى، لاسيما تلك بين الأجيال. وفقا لاستطلاعات الرأى قبل الاستفتاء، أجرتها مؤسسة "سورفاجين"، 57% من البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عام وقالوا إنهم سيشاركون فى الاستفتاء أيدوا حملة البقاء، بينما أيدت نفس النسبة 57% من البريطانيين الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاما المغادرة.
وأوضحت الاستطلاعات أن هؤلاء الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، أيدوا بشكل كبير البقاء حتى أن ثلاثة أرباعهم قالوا إنهم لا يريدون الخروج.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الشباب البريطانى يشعر بالراحة أكثر عندما يعيش فى مجتمع متعدد الثقافات، خاصة فى مدن مثل لندن، وأدنبره المليئتين بجنسيات مختلفة من جميع أنحاء القارة الذين يأتون للدراسة والعمل.
وأعرب العديد من الشباب البريطانيين عن شعورهم بالدهشة والغضب واليأس حيال آبائهم وأجدادهم الذين سعوا للحد من سفرهم ومنعهم من التعرض لثقافات أخرى وفرص عمل ودراسة بالخارج، تلك المزايا التى وفرها لهم كونهم جزءا من الاتحاد الأوروبى.