قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الغزو الروسى لأوكرانيا، إلى جانب تأثيره الهائل على الأسواق العالمية وإشعاله التحقيقات تتعلق بجرائم حرب، أحدث انقساما داخل الكنيسة الأرثوذكسية، وجعل الجناح الروسى والبطريرك الموالى للكرملين فى مواجهة قادة الأرثوذكس فى كييف وحول العالم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المسيحية الأرثوذكسية هى واحدة من أكبر الطوائف المسيحية فى العالم، وتأتى بعد كل من الكاثوليكية والبروتستانتية. وأغلب أتباعها البالغ عددهم نحو 260 مليون يتركزون فى أوروبا وروسيا وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفيتى السابق.
وهى العقيدة السائدة فى روسيا وأوكرانيا، والتى أصبحت فيها وضع الكنائس محل توتر بين موسكو وكييف. وبالنسبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين وحليفه فى الكنيسة البطريرك كيريل، فإن أوكرانيا جزء لا ينفصل عن عالم روسيا الأكبر، الذى تعد فيه موسكو مركزا سياسيا وكييف مركزها الروحى.
ولذلك قدم البطريرك الروسى دعما كاملا للحرب، وقد أغضب موقفه قادة آخرين للكنيسة الأرثوذكسية فى أوكرانيا وخارجها، الذين أدان الكثير منهم الحرب وحثوا كيريل على إعادة التفكير فى دعمه لها.
ومع احتفال العالم الأرثوذوكسى بعيد الفصح اليوم، الأحد، سلطت الصحيفة الضوء على التوترات داخل الكنيسة الأرثوذوكسية، وقالت إن الأغلبية من الأوكرانيين يعرفون أنفسهم بأنهم مسيحيون أرثوذوكس، وفقا لمعهد بيو الأمريكى، إلا أن ولاءاتهم منقسمة على الأقل بين كيانين كنسيين كبيرين، أحدهما الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التى تحكم نفسها، لكن تظل تابعة لبطريركية موسكو. وقد ظلت الكنائس فى أوكرانيا وروسيا على مدار قرون تحت قيادة بطريركية موسكو، لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتى، ضغطت الكنيسة فى أوكرانيا من أجل الحصول على أوضع أشبه بالحكم الذاتى عام 1990، وحصلت عليه.
وبعد ضم روسيا للقرم عام 2014، زاد غضب الكنيسة بأوكرانيا من دعم كنيسة روسيا للحرب، وهو ما وضع الكتيسة الأوكرانية وزعيمها فى موقف حساس..ووصف زعيم الكنيسة الأوكرانية الحملة العسكرية الروسية بأنها كارثة فى 24 فبراير مع بداية الغزو، وناشد الرئيس بوتين لوقف الحرب فورا.