نظم وزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس، المسئول عن ملف الاندماج، حفل إفطار جماعى لرؤساء الروابط وممثلى الجمعيات الإسلامية وسفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى النمسا، ورموز الجالية الإسلامية بحضور رؤساء الهيئات الدينية المختلفة للمرة الخامسة على التوالى، فى إشارة إلى أهمية دور المسلمين فى المجتمع، مؤكداً على "عدم وجود تعارض بين كون الفرد مسلم متدين ومواطن نمساوى واثق بنفسه ويعتز بالوطن الذى يعيش فيه."
وأكد الوزير فى كلمة قصيرة ألقاها عقب تناول وجبة الإفطار مع رموز الجالية الإسلامية، مساء أمس الثلاثاء، على ضرورة تأصيل مبدأ عدم التعارض بين كون الفرد مسلم متدين ومواطن نمساوى، "حتى يصبح هذا المبدأ أمر طبيعى فى المجتمع النمساوي"، كما لفت إلى أهمية العمل على تأصيل هذا المعنى فى ذات الوقت بين المسلمين، واعترف فى المقابل بالمسئولية الملقاة على عاتق السياسيين فى النمسا، لتوفير الظروف الملائمة فى إطار تحقيق هذا الهدف، من حيث وضع النظم والتشريعات الملائمة وتقديم الدعم الكامل بالتعاون مع الهيئة الإسلامية الرسمية.
وتطرق كورتس إلى تداعيات أزمة اللاجئين، لافتاً إلى أن أغلبية اللاجئين، الذين وصلوا إلى النمسا من المسلمين، حيث عوّل الوزير على دور الهيئة الإسلامية الرسمية بالتعاون مع جميع الأطراف الأخرى لدمج اللاجئين بشكل ناجح فى المجتمع، وناشد الهيئة بعرض النماذج الناجحة كقدوة يحتذى بها المسلمون الجدد من اللاجئين، للتأكيد على أن المسلمين يمثلون جزءاً هاماً مندمجا فى المجتمع وقادرا على التعايش مع الآخرين.
وفى ذات السياق لفت وزير الخارجية أن وصول نحو 100 ألف لاجئ إلى النمسا منذ صيف العام الماضى، وسلط الضوء على قضية اندماج المسلمين واستعدادهم للتعايش مع بقية الأديان، وهو الأمر الذى دفع القضية إلى دائرة الاهتمام والنقاش المجتمعى على المستوى العام، مما أدى إلى ظهور بعض المخاوف والقلق فى المجتمع، وطلب كورتس من جميع الحاضرين مواصلة جهودهم التطوعية فى الروابط والمؤسسات والمنظمات المجتمعية تقديم نماذج وأمثلة نموذجية إلى المسلمين من المهاجرين الجدد، للمساهمة فى إنجاح جهود دمج اللاجئين الجدد من المسلمين فى المجتمع بشكل جيد، ولفت الوزير إلى حدوث مشاكل ليس لها علاقة بالدين ولكن بالمعايير والقيم الثقافية الخاصة بالأفراد اللاجئين.