أظهر تحليل جديد لكل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن حوالي 19.7 مليون شخص يمثلون ما يقرب من نصف سكان أفغانستان يعانون من الجوع الحاد، لافتا إلى إن المساعدات الإنسانية حالت دون وقوع كارثة في أشهر الشتاء القاسية في أفغانستان، لكن الجوع مستمر في جميع أنحاء البلاد على جميع المستويات.
وتوقع تقرير المنظمتين، أن تشهد الفترة من يونيو إلى نوفمبر 2022 تحسناً طفيفاً في حالة الأمن الغذائي، مع انخفاض عدد الأشخاص الذين يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي إلى 18.9 مليون شخص. ويرجع ذلك جزئياً إلى موسم محصول القمح القادم من مايو إلى أغسطس، والتوسيع المنسق للمساعدات الإنسانية الغذائية هذا العام، إلى جانب زيادة دعم سبل العيش الزراعية. وبرغم من ذلك، يشير التقرير إلى أن المكاسب ستكون محدودة لأن الجفاف المستمر والأزمة الاقتصادية العميقة تعني أن الجوع سيستمر في تهديد حياة وسبل عيش الملايين من الناس في جميع أنحاء أفغانستان.
وأشار التقرير الى أن أكثر من 20 ألف شخص في منطقة الغور في الإقليم الشمالي الشرقي يواجهون مستويات كارثية من الجوع بسبب طول الشتاء القارس والظروف الزراعية الكارثية.
ومن جانبه، قال ريتشارد ترينشارد، ممثل الفاو في أفغانستان، "إن المستويات غير المسبوقة من المساعدات الإنسانية التي تركز على تعزيز الأمن الغذائي أحدثت فرقاً، ولكن حالة الأمن الغذائي مريعة"
من جانبها، قالت ماري إيلين ماكجرارتي، المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي وممثلته في أفغانستان، "المساعدة الغذائية ودعم سبل العيش في حالات الطوارئ هما شريان الحياة لشعب أفغانستان، حيث أطلقنا أكبر عملية غذائية إنسانية في العالم في غضون أشهر ووصلنا إلى أكثر من 16 مليون شخص منذ أغسطس 2021."
وأشار البيان الى أنه " تستمر الحرب في أوكرانيا أيضاً في الضغط على إمدادات القمح والسلع الغذائية والمدخلات الزراعية وأسعار الوقود في أفغانستان. فالحصول على البذور والأسمدة والمياه اللازمة للري محدود، وفرص العمل شحيحة، وديون ضخمة تم تكبدها لشراء الطعام خلال الأشهر القليلة الماضية".
وأكد التقرير "تواصل كل من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي توسيع نطاق برامجهما في جميع أنحاء البلاد. فقد وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من 16 مليون شخص حتى الآن في عام 2022 من خلال المساعدات الغذائية الطارئة، كما يدعم الأسواق المحلية، ويعمل مع التجار والموردين المحليين.
من جهتها، تواصل الفاو أيضاً توسيع نطاق مساعدتها للمزارعين والرعاة في المناطق الريفية وستساعد أكثر من 9 ملايين شخص في عام 2022 من خلال مجموعة من التدخلات التي تدعم إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والخضروات والتحويلات النقدية وإعادة تأهيل البنية التحتية وأنظمة الري الحيوية.
وقالت الوكالتان الأمميتان إن دعم الزراعة في أفغانستان هو تدخل استراتيجي وفعال من حيث التكلفة وله تأثير كبير على المدى القصير كدعم منقذ للحياة، بينما يمهد الطريق للتعافي على المدى الطويل وللتنمية المستدامة.