سلط تقرير جديد صادر من وكالة الأمم المتحدة الضوء على الاستخدام المتزايد لأساليب التسويق المتطورة عبر الإنترنت للكحول والحاجة إلى تنظيم أكثر فعالية لعملية تسويقها.
وأظهر التقرير أن الشباب ومن يشربون الكحول بكثرة يستهدفون بشكل متزايد من خلال إعلانات الكحول، مما يضر بصحتهم في كثير من الأحيان.
ووفق الأمم المتحدة أن هذا هو التقرير الأول الذي يوضح بالتفصيل المدى الكامل للطريقة التي يتم بها تسويق الكحول اليوم عبر الحدود الوطنية غالبا بالوسائل الرقمية وفي كثير من الحالات بغض النظر عن البيئة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية في البلدان المستقبلة.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فقد أدى جمع وتحليل البيانات حول عادات المستخدمين وتفضيلاتهم من قبل مزودي الإنترنت العالميين إلى "خلق فرص جديدة ومتنامية لمسوقي الكحول لتوجيه الرسائل إلى مجموعات محددة عبر الحدود الوطنية."
ويعتبر الإعلان الموجه على وسائل التواصل الاجتماعي فعالاً بشكل خاص في استخدام مثل هذه البيانات، بالإضافة إلى تعزيز تأثيرها من قبل المؤثرين الاجتماعيين ومشاركة المنشورات بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا بالإضافة الى رعاية الأحداث الرياضية الكبرى على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية هي استراتيجية رئيسية أخرى تستخدمها شركات الكحول عبر الوطنية (التي تكتسب هيمنة متزايدة في إنتاج المشروبات الكحولية والعلامات التجارية لها، بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن منتجي الكحول ينخرطون في شراكة مع الاتحادات والأندية الرياضية للوصول إلى المشاهدين والمستهلكين المحتملين في أجزاء مختلفة من العالم.
واكد التقرير أنه يعد الافتقار إلى التنظيم الذي يعالج تسويق الكحول عبر الحدود مصدر قلق خاص للأطفال والمراهقين والنساء ومن يشربون الكحول بكثرة.
وأظهرت الدراسات أن البدء في شرب الكحول في سن مبكرة يعد مؤشرا على خطورة الشرب في مرحلة الشباب وما بعدها، علاوة على ذلك، "فإن المراهقين الذين يشربون الخمر هم أكثر عرضة للأذى من استهلاك الكحول من شاربي الكحول الأكبر سنا"، بحسب ما ورد في التقرير. فيتم استهداف مناطق العالم التي يوجد بها عدد كبير من السكان الشباب والمتزايد، مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية بشكل خاص.
وقال التقرير في جميع أنحاء العالم، يموت 3 ملايين شخص كل عام نتيجة الاستخدام الضار للكحول - واحد كل 10 ثوانٍ - وهو ما يمثل حوالي 5٪ من جميع الوفيات. يحدث عدد غير متناسب من هذه الوفيات المرتبطة بالكحول بين الشباب، 13.5٪ من جميع الوفيات تحدث بين صفوف أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة بسبب الكحول.
وخلص التقرير إلى أن "الحكومات الوطنية بحاجة إلى دمج القيود أو الحظر الشامل على تسويق الكحول، بما في ذلك الجوانب العابرة للحدود، في استراتيجيات الصحة العامة".
وسلط الضوء على الميزات والخيارات الرئيسية لتنظيم تسويق الكحول عبر الحدود، ويشدد على الحاجة إلى تعاون قوي بين الدول في هذا المجال.