وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، الضغوط التي تمارسها عدد من الدول غير الصديقة على روسيا بأنها "بمثابة عدوان".
وقال بوتين - خلال كلمة ألقاها في جلسة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى وفقا لقناة روسيا اليوم الإخبارية - "تتضح مزايا دورة الإندماج بشكل خاص الآن، في ظل الوضع الدولي الصعب الحالي، في مواجهة العدوان العملي من جانب عدد من الدول غير الصديقة لنا".
وأشار بوتين إلى ازدياد اهتمام العديد من الشركاء الأجانب بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي رغم المواجهة من جانب الغرب ومحاولاته لعرقلة الاندماج.
وأوضح الرئيس الروسي أنه بالرغم من الوضع الدولي الصعب والمواجهة التي أطلقها ما يسمى بالغرب الجماعي، وبالرغم من حقيقة أن من يكرهوننا ويحاولون وضع كل أنواع العقبات أمام اندماجنا، إلا أنه من الواضح لنا جميعا أن هناك اهتماما متزايدا بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي من قبل العديد من الشركاء الأجانب.
يشار إلى أن الاتحاد الأوراسي هو اتحاد اقتصادي بين الدول الواقعة في وسط وشمال آسيا وشرق أوروبا، ويضم كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان.
ووقع قادة روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان المعاهدة الأولى للاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 29 مايو 2014، وانضمت إليهم لاحقا كل من أرمينيا وقيرغيزستان، ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في مطلع يناير 2015.
ويمتلك الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سوقا موحدة متكاملة تضم 180 مليون نسمة، يزيد ناتجها المحلي الإجمالي عن 5 تريليونات دولار أمريكي، ويشجع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي حرية انتقال السلع والخدمات بين دوله، ويوفر سياسات مشتركة في مجال الاقتصاد الكلي والنقل والصناعة والزراعة والطاقة والتجارة الخارجية والاستثمار والجمارك والتنظيم التقني والمنافسة وتنظيم مكافحة الاحتكار.
وتسعى الدول المشاركة في الاتحاد إلى توحيد العملة وإلى مزيد من التكامل في المستقبل.
من ناحية أخرى، صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديميري بيسكوف، بأن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا مجمدة الآن بقرار من كييف، ووفقا للنهج الذي اختاره الجانب الأوكراني.
وقال بيسكوف - في تصريح أوردته قناة روسيا اليوم الإخبارية - إن "القيادة الأوكرانية، بشكل عام، تدلي باستمرار بتصريحات تتناقض مع بعضها البعض، وهو ما لا يسمح لنا بفهم كامل لما يريده الجانب الأوكراني بوضوح، وما إذا كان مستعدا لاتخاذ نهج رصين وإدراك الوضع الحقيقي للأمور على الأرض أم لا".
كانت وزارة الخارجية الروسية قد أعربت عن شكوكها بشأن صدق رغبة كييف في إيجاد حل سلمي للوضع الراهن في أوكرانيا.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، في وقت سابق، إلى أن تصريح الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بأن المفاوضات مع روسيا لا يمكن أن تستأنف إلا بشرط انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، هو تصريح يستحيل وصفه بـ البناء.