دعا رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، الدول الحائزة لسلاح نووي إلى التحلي بالمزيد من الشفافية بشأن ترسانتها النووية، مستعرضًا خطة عمل من 5 إجراءات لخفض المخاطر النووية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس وزراء اليابان خلال مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقال كيشيدا إنه أتى إلى هذا المؤتمر مدفوعًا بشعور قوي بالحاجة الملحة، مضيفًا أن التهديد الروسي باستخدام سلاح نووي ساهم في حدوث قلق على المستوى العالمي بأن كارثة أخرى جراء استخدام سلاح نووي صارت احتمالية حقيقية.
واعترف كيشيدا بأن الطريق نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية صار أصعب، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الواقعية نحو تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية خطوة بخطوة مهما كانت صعوبة هذا الأمر.
وشدد على أهمية معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، منوهًا بأن الحفاظ على نظام حظر انتشار السلاح النووي يعد في مصلحة المجتمع الدولي بأسره.. كاشفا النقاب عن "خطة عمل هيروشيما" التي تستند إلى 5 إجراءات، وذلك مع بذل الجهود بشكل متزامن لخفض المخاطر النووية.
وتدعو "خطة عمل هيروشيما" أولاً إلى اعتراف مشترك بشأن أهمية مواصلة عدم استخدام الأسلحة النووية، إذ نوه رئيس الوزراء الياباني بضرورة عدم التسامح مع استخدام الأسلحة النووية، أو التهديد باستخدامها، وضمان أن تكون ناجازاكي آخر مكان يعاني من القصف الذري.
وتشمل الخطة، ثانيًا، تحسين الشفافية باعتبارها أحد أسس تدابير نزع السلاح النووي، وفي هذا الصدد، دعا كيشيدا كل الدول الحائزة لسلاح نووي إلى تعزيز الشفافية بشأن ترسانتها النووية، وخصوصًا الإفصاح عن المعلومات بشأن وضع إنتاج المواد الانشطارية، وأكد رئيس الوزراء الياباني أهمية تلك الخطوة في اكتساب الزخم من أجل بدء المفاوضات بشأن معاهدة وقف إنتاج المواد الانشطارية.
وتطرق إلى الإجراء الثالث الذي يتعلق بالحفاظ على الاتجاه التنازلي لقانون وقف الأسلحة النووية العالمي، موضحًا أنه على الرغم من أن هناك انخفاضًا بصورة كبيرة منذ ذروة تلك الحرب الباردة إلا أنه لا يزال هناك 10 آلاف سلاح نووي في العالم، والحفاظ على هذا الاتجاه التنازلي هو أمر مهم للغاية من أجل أن نصبح أقرب من تحقيق عالم بدون أسلحة نووية.
وأشار إلى أنه من أجل تحقيق الهدف المشار إليه آنفًا، فهو يدعو جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية إلى المشاركة في الأمر على نحو مسئول، منوهًا إلى أن اليابان تدعم الحوار الجاري بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل المزيد من الخفض وتشجيع واشنطن وبكين على المشاركة من خلال حوار ثنائي بشأن الحد من الأسلحة النووية ونزع السلاح.
وتابع: "أكرر دعوتي إلى البدء الفوري للمفاوضات بشأن معاهدة وقف إنتاج المواد الانشطارية".
وبالنسبة للإجراء الرابع، أوضح كيشيدا أن الأمر يتعلق بتأمين عدم الانتشار النووي ودعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية على هذا الأساس.
وفيما يتعلق بالمخاوف المتعلقة باحتمالية إجراء تجربة نووية أخرى من جانب كوريا الشمالية، قال إن اليابان ستتناول القضايا النووية والصاروخية الخاصة ببيونج يانج مع المجتمع الدولي، كما ستتم إثارة مسألة العودة إلى الامتثال إلى اتفاق إيران النووي، منوهًا إلى أن اليابان ستساهم بصورة استباقية تجاه تسهيل الحوار.
وأضاف أنه ينبغي أن تسير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية جنبًا إلى جنب مع الأمان النووي، ويجب ألا يتم التسامح مع الهجوم الأخير على المرفق النووي في أوكرانيا، متعهدًا بأن اليابان ستواصل إعادة بناء المناطق المتضررة، والتعامل مع تحديات المنطقة المرتبطة بوقف تشغيل المحطة النووية.
وبالنسبة للإجراء الخامس ضمن "خطة عمل هيروشيما"، أكدت اليابان دعمها للفهم الدقيق بشأن حقائق استخدام الأسلحة النووية من خلال تشجيع القادة الدوليين على زيارة مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، معربًا عن ترحيبه بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى هيروشيما في السادس من شهر أغسطس الجاري.
كما أعلن كيشيدا أن اليابان ستساهم بمبلغ قدره 10 ملايين دولار إلى الأمم المتحدة؛ بهدف إنشاء صندوق بقيادة شبابية لإنشاء عالم بدون أسلحة نووية من خلال دمج الشباب، الذين يمثلون القيادة المستقبلية في اليابان، وتزويدهم بالفرصة لتعلم حقائق استخدام الأسلحة النووية؛ ما سيؤدي إلى إنشاء شبكة عالمية بين الشباب من أجل القضاء على الأسلحة النووية.
وبهدف بناء زخم عالمي لتحقيق عالم بدون أسلحة نووي، كشف رئيس وزراء اليابان أنه تقرر عقد الاجتماع الأول للمجموعة الدولية الجديدة للشخصيات البارزة في 22 من شهر نوفمبر المقبل في مدينة هيروشيما اليابانية، الذي سيشارك فيه زعماء العالم السابقين والحاليين، كما أنه خلال عام 2023 ستستضيف بلاده قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في نفس المدينة اليابانية.