أكد الكاتب البريطاني فيليب إنمان أن أسعار المواد الغذائية في العالم ولاسيما في الدول النامية تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في ظل الأزمة الأوكرانية الحالية.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تقديرات البنك الدولي تشير إلى أن مستويات التضخم في أسعار المواد الغذائية منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير من العام الجاري أوقعت أيضاً العديد من الدول الغنية في مصيدة غلاء الأسعار.
وقال الكاتب إن تقديرات البنك الدولي تشير إلى أن الحرب الدائرة حالياً في شرق أوروبا سوف تلقي بظلال سلبية على العديد من دول العالم بما يستببعها من ارتفاع فاتورة المواد الغذائية بما يوازي حوالي واحد بالمائة من الدخل القومي العام؛ بينما تؤكد أرقام البنك الدولي أن العديد من دول العالم فشلت في احتواء الآثار السلبية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية وبدأت تعاني من أزمة ديون طاحنة.
ويقول الكاتب أن معدلات التضخم في أسعار المواد الغذائية في بعض دول العالم وصلت في يونيو الماضي إلى 155 بالمائة بينما ارتفعت في دول أخري لتصل إلى 255 بالمائة، وبلغت ذروتها في دول أخرى لتصل إلى 332 بالمائة.
وأشار الكاتب إلى أن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه مؤخراً بشأن سماح روسيا بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية للعديد من دول العالم، أسهم في تلطيف الأجواء في أسواق الغذاء نسبياً حيث أدى إلى انخفاض نسبي في أسعار المواد الغذائية.
ويضيف الكاتب أنه بالفعل بدأت شحنات الحبوب الأوكرانية في مغادرة الموانئ الأوكرانية أمس الإثنين حيث غادرت سفينة تحمل علم سيراليون ميناء أوديسا وعلى متنها 26 ألف طن من الحبوب.
ويقول الكاتب أن بنجلادش علي سبيل المثال ناشدت صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي تقديم مساعدات مالية لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، ومواد الطاقة والتي باتت تؤرق العديد من دول جنوب آسيا اقتصادياً.
ويشير الكاتب إلى أن هناك دولا أخرى بدأت تحذو حذو بنجلادش حيث طالبت سريلانكا واشنطن بتقديم مساعدات مالية عاجلة لانقاذ البلاد من أزمة اقتصادية كبيرة بعد أن نفدت خزينة الدولة وأصبحت غير قادرة على شراء ما يلزمها من المواد الأساسية في الوقت الذي قامت فيه باكستان بتوقيع عقد قرض مع صندوق النقد الدولي بما قيمته 6 مليارات دولار لإنعاش اقتصادها.