ارتفعت حصيلة القتلى فى كشمير إلى 18 شخصا إثر اشتباكات بين القوات الهندية ومتظاهرين رغم فرض حظر تجول فى منطقة الهيمالايا بعد مقتل قيادى بارز فى حركة التمرد.
واندلعت أعمال عنف فى مناطق عدة فى كشمير عقب مقتل برهان واني، قائد العمليات فى جماعة حزب المجاهدين، أضخم فصائل التمرد فى كشمير، يوم الجمعة فى اشتباك مع القوات الهندية.
وقتل 17 شخصا خلال يومين من الاشتباكات بين المتظاهرين الغاضبين الذين رشقوا القوات الهندية بالحجارة والذين تحدوا حظر التجول الذى فرضته القوات الهندية، بحسب الشرطة. فيما قتل شرطى اليوم الأحد عقب دفع المتظاهرين سيارة مدرعة كان يقودها فى نهر خلال المواجهات فى منطقة أنانتناغ، بحسب المسؤول، الذى طلب التكتم على هويته لأنه غير مفوض بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وعقب اندلاع أعمال العنف استخدمت القوات الهندية الذخيرة الحية، وبنادق الخرطوش، وقنابل الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الحشود الغاضبة. وأصيب حتى الآن أكثر من 150 مدنى فى الاشتباكات.
وقال مدير استخبارات الشرطة شيف ساهاى إن المتظاهرين هاجموا مواقع للشرطة والقوات شبه العسكرية فى المنطقة، ما أدى إلى إصابة نحو 90 جنديا. وانتشر الآلاف من عناصر القوات الحكومية الذين ارتدوا ملابس مكافحة الشغب فى بلدات وقرى كشمير.
وقال مسؤولون فى المستشفى الرئيسى فى مدينة سريناغار، اليوم الأحد، إن المستشفى تعامل مع حالات الطوارئ وحاول إسعاف ما لا يقل عن 80 مدنيا أصيبوا بطلقات نارية أو وطلقات خرطوش، بحسب تقارير لوسائل الإعلام المحلية.
وقالت منظمة ائتلاف المجتمع المدني، وهى منظمة حقوقية رائدة، فى بيان لها اليوم الأحد إن القوات الحكومية "اعتدت على المرضى والمتواجدين فى أربعة مستشفيات فى المنطقة وهاجمت سيارات الإسعاف التى كانت تقل المرضى."
وقال المتحدث باسم القوات شبه العسكرية الهندى كيه كيه شارما أنه سيتم التحقيق فى الشكوى، لكنه وصف هذه الادعاءات بأنها "لا أساس لها من الصحة."
تحول واني، الذى كان فى أوائل العشرينيات من عمره، إلى رمز للتمرد المسلح فى كشمير خلال السنوات الخمس الماضية، واستخدم موقع فيسبوك للتواصل مع الشباب الكشميرى.
تتقاسم الهند وباكستان السيطرة على إقليم كشمير، لكن غالبية السكان يرفضون الحكم الهندى ويدعمون مطالب المتمردين بالاستقلال أو الاندماج مع باكستان. وقد قتل أكثر من 68 ألف شخص فى الانتفاضة وحملات القمع التى شنتها الهند ضد سكان كشمير.
وصف سيد جاويد مجتبى غيلاني، المفتش العام للشرطة، مقتل وانى باعتباره أضخم نجاح ضد المتمردين الذين يعارضون الحكم الهندى فى السنوات الأخيرة.
وخشية اندلاع أعمال عنف فى الإقليم المضطرب بالفعل، قام المسؤولون الهنود بتعليق الزيارة السنوية التى يقوم بها الهندوس لكهف جبلى والذى يجذب نحو نصف مليون شخص سنويا.
كما علقت السلطات خدمات الهواتف الجوالة من المناطق الجنوبية من كشمير وحجبت مواقع الإنترنت فى الإقليم لمنع المتظاهرين المناوئين للحكم الهندى من الحشد.
وأغلقت المتاجر والشركات والمكاتب الحكومية أبوابها عقب الحصار الأمنى والإضراب العام الذى نادى به الانفصاليون المعارضون للحكم الهندى. كما علقت السلطات أيضا الامتحانات فى المدارس والجامعات وكذلك خدمات البريد.