دعا رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودى، إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة تصاعد العنف فى كشمير والاحتجاجات المناوئة لبلاده التى خلفت ما لا يقل عن 28 قتيلا جراء اشتباكات مع السلطات.
اندلعت الاشتباكات خلال نهاية الأسبوع بعدما قتلت القوات الهندية برهان واني، الزعيم الشاب لأكبر جماعات التمرد فى كشمير التى تعارض منذ التسعينيات حكم الهند للإقليم الواقع فى جبال الهيمالايا.
وفى تحد لحظر التجوال ودوريات القوات شبه العسكرية وشرطة مكافحة الشغب قام شباب برشق الحجارة اليوم الثلاثاء فى مدينة سريناغار الرئيسية ومناطق أخرى بالإقليم. وأطلق ساسة انفصاليون، معظم رهن الإقامة الجبرية بمنازلهم، دعوة لإضراب عام حتى غد الأربعاء.
وقالت الشرطة اليوم الثلاثاء أيضا إن حصيلة ضحايا عنف الشوارع بلغت 28 قتيلا، بعد وفاة ثلاثة رجال شبان خلال الليل. كما أصيب مئات المدنيين وما لا يقل عن 100 جندي، وإن معظم القتلى من المراهقين والشباب ممن تقل أعمارهم عن 26 عاما من جنوب كشمير.
وذكر أطباء ومسؤولون حكوميون إنهم يصارعون هذه الطوارئ الطبية بعد إدخال مئات المدنيين إلى المستشفيات مصابين برصاص وطلقات خرطوش.
ووسط تقارير بوقوع اشتباكات بين قوات إنفاذ القانون وأطقم المستشفيات ناشدت السلطات الجميع التحلى بالهدوء. ودعا رئيس الوزراء ناريندرا مودي، العائد للتو من جولة أفريقية لأربع دول، إلى اجتماع حكومى رفيع المستوى صباح الثلاثاء لمناقشة تهدئة الإقليم وإعادة السلام. وأمس الاثنين قالت السلطات إنها أرسلت مالا يقل عن ألفى جندى إضافى للإقليم الجبلي، حيث ينتشر مئات الآلاف من الجنود بشكل دائم.
رفع مسؤولون هنود أيضا تعليقا للحج الهندوسى السنوى إلى كهف جبل الذى يجتذب نحو نصف مليون شخص كل عام، وطلبوا أن تؤمن السلطات الزيارة.
فى أنحاء كشمير اليوم الثلاثاء كانت المتاجر والشركات مغلقة، وتم تعليق خدمات الهاتف المحمول والإنترنت المتنقلة فى أجزاء من المنطقة.
العنف هو جزء من الصراع الدائر والذى يعود تاريخه إلى سنة 1947 عندما نالت الهند وباكستان استقلالهما، لكنهما فشلتا فى الاتفاق على أى بلد سوف يضم كشمير. وخاض البلدان حربين من ثلاث حروب خلال مطالبتيهما المتنافستين بالمنطقة ذات الأغلبية المسلمة، فى حين تدير كلا منهما حاليا جزءا منها.
على الجانب الهندي، العديد من السكان البالغ عددهم 12 مليون مستاؤون من وجود القوات الهندية ويدعمون مطالب الثوار بالاستقلال أو الاندماج مع باكستان المجاورة.
منذ تسعينات القرن الماضى قتل أكثر من 68 ألف شخص فى الانتفاضة فى كشمير ضد الحكم الهندى والحملة العسكرية الهندية اللاحقة.
فى تدفق غير مسبوق للدعم لقضية المتمردين، تحدى عشرات الآلاف من الكشميريين حظر التجول يوم السبت لحضور جنازة زعيم المتمردين برهان واني، والذى قتل ليل الجمعة على يد القوات الهندية فى تبادل لإطلاق النار.
واني، فى أوائل العشرينات من العمر، أصبح واجهة رمزية للعمل المسلح فى كشمير، مستخدما وسائل الإعلام الاجتماعية لحشد المؤيدين والوصول إلى شبان آخرين من أمثاله الذين نشأوا وسط نشر مئات الآلاف من القوات المسلحة الهندية فى جميع أنحاء المنطقة.
أعرب وزير الخارجية الباكستانى عزيز أحمد أحمد شودرى أمس الاثنين عن قلقه إزاء قتل وانى والمتظاهرين المدنيين، وأخبر المفوض السامى الهندى أن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين هو انتهاك لحقوق الإنسان، وأنه يجب التحقيق فى القتل، وفقا لبيان.