قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقف اتفاق نقل ملايين الأطنان من الحبوب عبر جنوب أوكرانيا سيؤدى إلى قفزة جديدة فى الأسعار، بحسب ما حذر الخبراء، وعواقب كارثية على الدول الأكثر فقرا التي تواجه بالفعل نقص حاد فى الغذاء.
وكانت الولايات المتحدة قد وصفت تعليق موسكو لمشاركتها فى الاتفاق بالعمل الشائن الذى يخاطر بإحداث مجاعة. وربطت موسكو قرارها بالهجوم على السفن فى ميناء سيفاستبول، وهو جزء من الأراضى التي ضمتها روسيا فى عام 2014. وذكرت الصحيفة أن قرار الكرملين فاجأ تجار الحبوب والمحليين، الذين لم يتوقعوا إنهاء مفاجئ للاتفاق على الرغم من أنهم كانوا متشككين فى أنه سيستمر بعد موعده النهائى المقرر فى منتصف نوفمبر.
ونتيجة لذلك، تنبأ أندرى سيزوف، المدير الإدارى لشركة حبوب البحر الأسود سوف يكون، بأن يكون هناك زيادة كبيرة فى الأسعار، مضيفا أن الخطوة الروسية هي أسوأ السيناريوهات المحتملة.
وقال عارف حسين، كبير الاقتصاديين ببرنامج الغذاء العالمى، إن عشرات الدول ستتأثر بالتعطيل الجديد للإمدادات القادمة من أوكرانيا، التى تعد مصدر عالمى هام للحبوب ومنتجات غذائية أخرى. وتابع قائلا إنه فى الأوقات العادية كان هذا الأمر سيكون سيئا، لكن فى ظل الوضع الراهن للعالم، فإن شيء يجب حله فى اسرع وقت ممكن.
وقال وزير البنية التحتية فى أوكرانيا أن 218 سفينة قد تضررت على الفر وهذا يشمل 95 سفينة كانت قد غادرت موانيها بالفعل وتنتظر فى موقع التصويت قبل أن تفرغ حمولتها، و101 سفينة أخرى تنتظر التفتيش قبل جمع الحبوب الأوكرانية، و22 سفينة أخرى حملت وكانت تستعد للإبحار.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن إن الاتفاق قد سمح بتصدير تسعة ملايين طن من المنتجات الغذائية ، مما أدى على تراجع الأسعار عالميا، والتي كانت قد ارتفعت فى أعقاب غزو أوكرانيا، وحث كافة الأطراف على إبقاء تلك المبادرة الأساسية المنقذة للحياة.
كما دعا مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل موسكو على التراجع عن قرارها، وقال إنه يضع فى خطر طريق التصدير الرئيسى للحبوب والأسمدة المطلوبة بشدة لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
ودافعت موسكو عن قرارها، وقال السفير الروسى لدى واشنطن إن الخطوة الشائنة بحث هي فشل الولايات المتحدة فى انتقاد الهجوم على سيفاستوبول.