قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إنه مع تولى تريزا ماى مهام منصبها الجديد فى رئاسة الحكومة البريطانية، فإن التاريخ ليس بجانبها نظرا لأنها ليست منتخبة من قبل الشعب البريطانى، مشيرة إلى أن التكهنات ليست جيدة للقادة الذين وصلوا إلى السلطة دون فوز فى الانتخابات.
وأشارت الصحيفة، إلى أن نصف رؤساء حكومات بريطانيا منذ بداية الحرب العالمية الثانية كانوا مختارين وهم تريزا ماى وجوردون براون وجون ماجور وجيمس كالاهان وهارولد ماكميلان وانتونى إيدن وونستون تشرشل، ومنذ عام 1900، مرعلى بريطانيا 23 رئيس حكومة، وفى 15 مرة، وصل رؤساء الوزراء إلى مناصبهم إلى السلطة بوسيلة غير الانتخابات العامة، لذلك فإن طريق ماى إلى داوننج ستريت ليس استنثائيا، إن لم يكن هو القاعدة أيضا.
غير أن المجلة تشير إلى أن المؤشرات لا تبشر بالخير لأولئك الذين يتم تصعيدهم للمهمة، فغالبا ما يعانون، كما أن الفائزين فى الانتخابات يمكثون لفترة أطول فى الحكم. وكان هناك تسع رؤساء للوزراء فى بريطانيا لم يدم بقائهم فى المنصب لأربع سنوات منذ بداية القرن الماضى، مقارنة بخمسة منتخبين فقط.
وقالت إيكونوميست إنه لا يوجد رغبة الآن إلى إجراء انتخابات عامة سريعة، لكن هناك بعض الدروس القاسية لـ"ماى" من تجربة اثنين من رؤساء الحكومات غير المنتخبين، فـ"جوردون براون"، خلف تونى بلير تولى الحكم دون أن يواجه منافسة فى عام 2007، إلا أن الأزمة المالية التى وقعت فى العام التالى أدت إلى تراجع شديد فى شعبيته وخسارة العمل انتخابات بعد ذلك لصالح ديفيد كاميرون عام 2010.
وفى عام 1976، فاز كالهان فى سباق لخلافة رئيس الوزراء المنتمى لحزب العمال هارولد ويلسون، ثم أهدر فرصة للدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد عامين عندما كان قادرا على هزيمة مارجريت ثاتشر التى كانت قد تولت لتوها زعامة حزب المحافظين وكانت تفتقر للشعبية. لكن الأحداث التالية قلبت الرأى العام ضدهن لتفوز تاتشر فى انتخابات عام 1979، وتبدأ فترة حكم استمرت 18 عاما.