قالت صحيفة واشنطن بوست إن وفاة بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر يمكن أن تعيد تشكيل الكنيسة الكاثوليكية، وذكرت الصحيفة أن وفاة البابا بنديكت، أمس السبت، هى خسارة تاريخية لكنيسة كان يتم تعريفها أولا بالمحافظة الشديدة، ثم بقراره الراديكالى بترك المنصب.
وكان الفاتيكان قد أعلن وفاة البابا السابق بنديكت السادس عشر أمس السبت، وسيترأس البابا الحالى فرانسيس جنازته يوم الخميس المقبل. وتدهورت صحة بنديكت بشكل سريع فى الأيام الماضية بعدما أن أدار آخر طقوسه يوم الأربعاء الماضى، وأعلن البابا فرانسيس بعدها أن سلفه مريض للغاية وطلب الصلاة لأجله.
ورجحت واشنطن بوست أن تعيد وفاة البابا الذى كان يبلغ من العمر 95 عاما تشكيل الكنيسة على عدة جبهات، نظرا لأن بنديكت الذى عاش أطول من أى بابا آخر، امتدت حياته على مدار عدة عصور، وشملت العديد من الموضوعات وأثرت على العديد من أتباع الكنيسة المحافظين.
وحتى بعد تقاعده، اعتبره التقليديون تجسيدا لمثلهم العليا، ومن ثم فإن وفاته تترك تلك الحركة، التى تكون فى بعض الأحيان منتقدة صراحة للبابا فرانسيس، بدون شخصية لها نفس التأثير. وكذلك فإن وفاته، تضع الكنيسة على المدى القصير على مسار أكثر تقليدية، منهية بذلك فترة استقطاب استمرت نحو 10 سنوات، حيث كان فى الفاتيكان شخصان يرتديان اللون الأبيض أحدهما بابا والآخر بابا سابق. وأن يترأس فرانسيس جنازة سلفه، بصفته بابا جالسا، هو أمر جديد للكنيسة.
وتمضى الصحيفة فى القول بأنه على الرغم من كل ما فعله البابا بنديكت لتشكيل الكنيسة، فإن موته لا يسبب الهزات غير العادية التى كان من الممكن أن تحدث لو ظل على الكرسى الرسولى. ففى الأيام القادمة، لم يكون يكون مراسم اختيار لبابا جديد، ولكن سيكون أمام الكنيسة فرصة للتأمل فى شخصية غالبا ما كانت مثيرة للجدل، والتى حشدت المؤسسة ضد ما وصفته الصحيفة بقوى التحديث، وترأس بعض السنوات الأكثر صرامة فى ظل أزمة تتعلق بانتهاكات رجال الدين.