قال مسؤول أمنى كبير بالاتحاد الأوروبى اليوم الثلاثاء إن الدول الأوروبية تحاول تطوير وسائل أفضل لرصد المتشددين "الذين يعملون بشكل منفرد" بشكل مسبق من خلال أنشطتهم على الانترنت وتتطلع إلى أساليب وضعتها إسرائيل.
وأدت عملية الدهس بشاحنة فى فرنسا الأسبوع الماضى وهجوم بفأس على متن قطار بألمانيا أمس الاثنين إلى زيادة المخاوف الأوروبية من هجمات يشنها مهاجمون تطرفوا من تلقاء أنفسهم وليس لهم اتصالات تذكر أو ليس لهم اتصالات على الإطلاق بجماعات متشددة كان يمكن أن تقوم وكالات المخابرات بالتقاطها.
وقال جيل دى كيرشوف منسق الاتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب لرويترز على هامش مؤتمر للمخابرات فى تل أبيب "كيف يمكن أن تلتقط بعض المؤشرات لشخص ليس له صلة بأى منظمة بل يكون استلهم الأفكار فقط وبدأ فى التعبير عن ولاء من نوع ما؟ لا أعلم. إنه تحد."
وأضاف أنه طُلب من شركات الانترنت مراقبة محتوى برامجها بحثا عن المواد التى قد يكون المتشددون قد طلبوا إزالتها.
وقال إن هذه الشركات دفعت بأن هذه المعلومات أضخم من أن تتم غربلتها ووضعها فى سياق معين على عكس المواد الإباحية التى تستغل الأطفال والتى توجد آليات تلقائية لاكتشافها.
وأضاف"لذلك ربما تكون هناك حاجة لتدخل بشرى. ومن ثم لا يمكنكم أن تتركوا الأجهزة فقط تفعل ذلك.."
ولكنه أضاف أنه يأمل "أن نجد قريبا وسائل للعمل بشكل آلى على نحو أكبر " فى غربلة شبكات التواصل الاجتماعى.
وقال عن زيارته لإسرائيل"وهذا هو سبب وجودى هنا.
"نعرف أن إسرائيل طورت قدرات كثيرة فى الانترنت."
*إنذار مبكر
وركزت من جديد أجهزة الأمن الإسرائيلية التى تشعر بقلق من الهجمات التى يشنها فلسطينيون فى الشوارع وغالبا ما يكونوا فلسطينيين شبانا باستخدام أسلحة بدائية ودون أن تكون لهم صلة بجماعات مسلحة على وسائل التواصل الاجتماعى على أمل الحصول على إنذار مبكر من تعليقات خاصة على الانترنت. وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية تركز فى الماضى على "بيانات رصد الأنماط" أو معلومات تتعلق بأنماط الاتصالات التى يقوم بها المشتبه بهم.
ولم يكشف المسؤولون الإسرائيليون عن مدى نجاح هذه التكنولوجيا ولكن خبراء غير رسميين يقولون إن هذه الأساليب كافية لتوفير تحذير أساسى فيما يتعلق بالمهاجمين المحتملين ثم يتطلب الأمر بعد ذلك تحريات للمتابعة.
وقال حاييم تومر وهو رئيس قسم سابق فى جهاز الموساد الإسرائيلى وأصبح مستشارا أمنيا "فى تسع من كل عشر حالات كان الإرهابيون يجرون اتصالات مع آخرين يقدمون لهم الدعم أو إلهام ومن ثم فمازالت بيانات رصد الأنماط تعمل."
وعندما يتعلق الأمر بأشخاص يعملون بمفردهم بشكل حقيقى قال تومر إن الإسرائيليين يمكنهم فى أغلب الأحيان التقاط حتى رسالة وداع على الفيسبوك .
وقال تومر "ولكن فى مثل هذه الحالات سيكون (إنذارا أخضر) منخفض المستوى مما يعنى ضرورة متابعة هذا الشخص بشكل أكبر إلى حين أن يبرر(إنذارا أحمر) القيام بعمل فورى. هذا يترك لأجهزة الأمن تحديد كيفية معالجة الأمور."
وعلى الرغم من أن قوانين الطوارئ الإسرائيلية تعطى أجهزة الأمن مجالا أوسع فقد دعا وزير المخابرات إسرائيل كاتس إلى التعاون مع شركات الانترنت بدلا من شن الدولة حملة عليها. وأشار على سبيل المثال إلى التشفير الذى تقدمه خدمة التراسل واتس آب والتى قال إنها قد تكون وسيلة جديدة لتواصل المتشددين وتفادى اكتشافهم.