قال الكاتب الأمريكى البارز "فريد زكريا" إن المرشح الجمهورى دونالد ترامب جعل أمريكا تبدو أمام العالم أشبه بواحدة من جمهوريات الموز.
وأشار الكاتب فى مقاله اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" إلى أنه تابع على مدار السنين حملات انتخابية فى دول العالم الثاث التى يتهم فيها مرشحا الآخر بأنه مجرم، وربما يهدد بسجن معارضه فى حال انتخابه، لكنه لا يتذكر أن مثل هذا الأمر قد حدث فى ديمقراطية غربية حتى هذا الأسبوع. فقد كان مؤتمر الحزب الجمهورى فوضويا، لكن قبل كل شىء تم استهلاكه بحالة من الغضب الانتقامى، وكان مليئا بالمحاكمات الصورية وصيحات الغوغاء.
وكانت الصورة التى قدمها لأمريكا أمام العالم أنها واحدة من جمهوريات الموز، وهو مصطلح ساخر أطلق على الدول غير المستقرة سياسيا، والتى يعتمد استقرارا على بعض المنتجات مثل الموز، وتحكمها نخبة صغيرة وفاسدة؟
ويتابع زكريا قائلا إن الانزلاق كان سريعا حتى أنه يصعب فى بعض الأحيان تذكر أن هذا ليس عاديا. فقبل ثمانية أعوام فقط، قاطع المرشح الجمهورى حينئذ جون ماكين أحد أنصاره الذى زعم أن باراك أوباما عربى، ليقول إن معارضه رجل ينتمى لعائلة محترمة ومواطن لكنه يختلف معه حول القضايا الرئيسية.
لكن العكس من ذلك تماما حدث من جانب المرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذى أصر مرارا على أن كلينتون تستحق أنت تكون فى السجن، حتى أنه وعد أنه فى حال انتخابه، فإن المدعى العام "سيعيد فتح الكتب وينظر بشكل جيد للغاية" إزاء احتمال توجيه الاتهام بها.
وأضاف الكاتب الأمريكى قائلا إن مؤتمر الحزب الجمهورى هيمنت عليه كراهية كلينتون لأن هذه هى القضية الوحيدة التى توحد الحزب فى الوقت الحالى، فالناس اختاروا مرشحا لا يؤمن بالإيديولوجية التى ألهمت قادة الجمهوريين على مدار عقود مثل حرية التجارية والأسواق الحرة وخفض الضرائب والسياسة الخارجية التوسعية.
وخلص زكريا قائلا، إن الحزب الجمهورى قد سلم نفسه لعائلة واحدة ولمصالحها الاقتصادية، يقصد عائلة ترامب، وأصبح مؤتمره منصة لتعزيز سمعة تلك العائلة وثروتها.
وأيا كان ما سيحدث للحزب، ولأمريكا والعالم، فإن اسم ترامب التجارى سيخرج من هذه الانتخابات، وهو يحظى بشهر عالمية أكبر بكثير.