اخبار الامم المتحدة
أظهرت بيانات جديدة عرضتها الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، أن عدد المهاجرين الدوليين فى العالم، بلغ 244 مليون فى عام 2015 أى بزيادة قدرها %41 مقارنة بعام2000 ويشمل هذا الرقم ما يقرب من 20 مليون لاجئ.
وأشار وو هونغ بو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية اليوم، وفقا لبيان وزعه المكتب الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة، إلى أن "ارتفاع عدد المهاجرين الدوليين يعكس الأهمية المتزايدة للهجرة الدولية، التى صارت جزءا لا يتجزأ من اقتصاداتنا ومجتمعاتنا" ، و"أن الإدارة الجيدة للهجرة تجلب فوائد هامة لبلدان المنشأ وبلدان المقصد، فضلا عن المهاجرين وأسرهم".
وتظهر مجموعة البيانات الجديدة "اتجاهات أعداد المهاجرين الدوليين : تنقيح 2015" أن عدد المهاجرين الدوليين تنامى بوتيرة أسرع من وتيرة النمو السكان فى العالم. وكنتيجة لذلك بلغت نسبة المهاجرين 3.3% من مجمل سكان العالم عام 2015 بعد أن كانت هذه النسبة 2.8% عام 2000. كما أظهرت البيانات تباينات كبيرة بين مناطق واسعة من العالم. ففى أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا، يمثل المهاجرون ما لا يقل عن 10% من مجموع السكان. وعلى النقيض من ذلك، يبلغ عددهم أقل من 2% من مجموع السكان فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وفى عام 2015، كان اثنان من كل ثلاثة مهاجرين دوليين يعيشون فى أوروبا أو آسيا. وقد كان ما يقرب من نصف المهاجرين الدوليين فى جميع أنحاء العالم من مواليد آسيا. ومن بين المناطق الرئيسية فى العالم، تستضيف أمريكا الشمالية ثالث أكبر عدد من المهاجرين الدوليين، تليها أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأوقيانوسيا وبين عامى 2000 و2015، أضافت آسيا مهاجرين دوليين أكثر من أى منطقة رئيسية أخرى، بمجموع 26 مليون مهاجر إضافى.
وفى أجزاء كثيرة من العالم، تحدث الهجرة فى المقام الأول بين الدول الواقعة فى نفس المنطقة الجغرافية. ففى عام 2015، كان معظم المهاجرين الدوليين الذين يعيشون فى أفريقيا، أو87% منهم قادمين من بلد آخر من نفس المنطقة. وقد بلغت نفس النسبة ما يعادل 82% فى آسيا، و66% فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و53% فى أوروبا . فى المقابل، كان أغلب المهاجرين الدوليين الذين يعيشون فى أمريكا الشمالية (98%) وأوقيانوسيا (87%) من مواليد منطقة رئيسية أخرى غير تلك التى يقيمون بها حاليا.
وفى عام 2015، كان ثلثا المهاجرين الدوليين يعيشون فى 20 بلدا فقط، بدءا بالولايات المتحدة الأمريكية، التى استضافت 19% من مجموع المهاجرين، تليها ألمانيا والاتحاد الروسى والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، والإمارات العربية المتحدة.
وكان 16 مليون شخص من الهند يعيشون خارج بلادهم فى عام 2015، مقارنة ب 12 مليون من المكسيك. وشملت البلدان ذات الشتات الكبير الاتحاد الروسى والصين وبنغلاديش وباكستان وأوكرانيا. ومن ضمن 20 دولة لديها أكبر عدد من المهاجرين الدوليين الذين يعيشون فى الخارج، كانت هناك 11 دولة فى آسيا، و6 دول فى أوروبا، ودولة واحدة فى كل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا الشمالية.
وتؤكد خطة التنمية المستدامة 2030 التى اعتمدها قادة العالم فى سبتمبر الماضى بالأمم المتحدة، الواقع متعدد الأبعاد للهجرة، حيث تدعو الخطة الدول إلى تنفيذ سياسات هجرة مخططة تدار بإحكام، وإلى القضاء على الاتجار بالبشر، واحترام حقوق العمال بالنسبة للعمال المهاجرين وإلى خفض كلفة تحويلات المهاجرين. كما سلطت الخطة الضوء على ضعف المهاجرين واللاجئين والنازحين، وأكدت أن التهجير القسرى والأزمات الإنسانية ذات الصلة تهدد بعكس اتجاه الكثير مما أنجز فى عملية التنمية فى العقود الأخيرة.
وأكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أن المهاجرين يحتاجون إلى الحماية قائلا "نحن بحاجة إلى تحمل مسؤولية أكبر لحماية أرواح الآلاف من المهاجرين - رجالا ونساءً وأطفالا - الذين يرغمون على القيام برحلات خطيرة وفى بعض الأحيان قاتلة. أولئك الذين أجبروا على الفرار لا ينبغى أبدا أن يحال بينهم وبين الملاذ الآمن أو الإنقاذ. إن المهاجرين، ككل الناس، يستحقون الحماية والتعاطف ".
وتقدر شعبة السكان بإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة العدد الجملى للمهاجرين الدوليين على فترات منتظمة، وتتابع مستويات واتجاهات وسياسات الهجرة الدولية، وتجمع المعلومات وتحلل العلاقة بين الهجرة الدولية والتنمية. وتعد مجموعة المعطيات الجديدة أحدث المعطيات المتوفرة بشأن أعداد المهاجرين الدوليين فى كل دول ومناطق العالم.