انتقد الكاتب الصحفى روبرت فيسك فى مقال على الإندبندنت اليوم الإثنين التسميات التى تطلقها الصحافة والشرطة الغربية على منفذى عمليات القتل طبقًا لدينهم وهوية ضحاياهم.
فقال فيسك: "أنا يئست من هذه الكلمة القديمة العامة التى تدعو للكراهية، ’الإرهاب‘، فقد أصبحت منذ مدة طويلة توقيعًا ومن علامات الترقيم لكل السطحيين من السياسيين ورجال الشرطة والصحفيين وكل مركز أبحاث غربية حول العالم".
وأضاف فيسك: "إن هاجمنا مسلمون فهم إرهابيون وإن هاجمنا من هم من غير المسلمين فهم مطلقو نيران، وإن هاجم مسلمون مسلمين أخرين فهم معتدين".
وأشار الكاتب إلى أن الضباط الألمان والعاملين بالـBBC والـCNN وفوكس نيوز أطلقوا على حادث إطلاق النار فى ميونيخ إنه عملًا إرهابيًا، ويعلم مشاهدوهم أن هذا معناه أنهم يعتقدون أن منفذى العملية مسلمون، ولهذا فهم "إرهابيون"، ولهذا يُشتبه فى انتمائهم لداعش.
ثم تبين أن منفذ العملية، على سنبلى، كان شابًا واحدًا مهووس بالقتل الجماعى وولد بألمانيا، فتحول الشاب من "إرهابى" إلى "مطلق النيران" أو “shooter” وهذه الكلمة معناها بالنسبة للناس أنه ليس مسلم، بحسب المقال.
أما فى كابول بأفغانستان حيث قُتل 80 أفغانى وأصيب 260 أخرين إثر انفجار فى اعتصام أقاموه احتجاجًا على عدم توصيل الكهرباء لمناطق تقطن فيها الأقلية الشيعية، فقد زعم نشطاء أن الحكومة مسؤولة عن التفجير، ولكن الإعلام الغربى لم يركز على هذه المعلومة، بل على من أعلن مسؤوليته، فقد نفت طالبان مسؤوليتها عن التفجير وتبنته داعش، طبقًا للمقال.
كما لم يتحدث الإعلام الغربى عن تفجير كابول كعمل إرهابى، بالرغم من أن الحكومة الأفغانية قالت إنه كذلك، "ولكننا قلنا عنهم انتحاريين ومعتدين بنفس الطريقة التى تحدثنا بها عن مطلق النار فى ميونيخ"، على حد قول فيسك.
وتابع فيسك: "كيف يمكن للمسلم أن يكون إرهابيًا فى أوروبا ولكن مجرد معتدى فى جنوب شرق آسيا؟ هل لأن القتلة فى كابول لم يعتدوا على غربيين؟ أم لأنهم اعتدوا على إخوانهم المسلمين؟"
وأكد فيسك إن "هوية الإرهابى" اختفت ما أن تبين أن على سنبلى كان مهتمًا بعمليات القتل الجماعى التى يقوم بها الغربيون وليس بأبو بكر البغدادى، أما قتلة داعش الحقيقيين فقد سلموا من وصمة الإرهاب كلية.
وقال الكاتب البريطانى إن هذه "التسميات التى لا معنى لها" سيتم التلاعب بها حتى مع سقوط المزيد من الضحايا الأوروبيين الذين يتبين أنهم مسلمون، مضيفًا أن العدد الكبير من المسلمين الذين قتلوا فى حاث الدهس فى نيس بفرنسا تم ملاحظته، ولكنه نادرًا ما وصل إلى العناوين، أما الأربع شباب الأتراك الذين قتلوا على يد سنبلى فى ميونيخ فتم ذكرهم داخل متن الأخبار.
ولفت إلى أنه لا يتم ذكر هوية المسلمين فى أوروبا إذا كانوا ضحايا، ولكنها شديدة الأهمية إذا كانوا المعتدون، أما فى كابول حيث كان القتلى والضحايا مسلمين، فلم يكن هذا محل اهتمام للغرب، فقالوا إن "معتدين اثنين" قاما "بالهجوم" وتركا 80 من القتلى، وكأنه خبر عن مباراة كرة قدم.
مواضيع متعلقة
- روبرت فيسك يتساءل: من سيمول حلم إعادة بناء سوريا لمجدها السابق!