عزل رئيس جنوب السودان سلفا كير مساء أمس الثلاثاء ستة وزراء موالين لغريمه القديم ريك مشار مما يعمق الخلاف السياسى فى أحدث دولة فى العالم ويهدد بإشعال المزيد من القتال.
وكلف كير وزراء جددا- من بينهم وزير للنفط ينتمون إلى مجموعة انشقت عن الحركة الشعبية لتحرير السودان- فصيل المعارضة التى كان يتزعمها مشار الأمر الذى يعمق الانشقاقات بين قيادات الدولة المنتجة للنفط.
وتقول الأمم المتحدة أن نحو 60 ألف شخص فروا لدى تجدد الاشتباكات خلال الثلاثة أسابيع الماضية بين أنصار كير ومشار ليضافوا إلى مئات الآلاف الذين أجبروا على النزوح عن ديارهم جراء العنف الذى أججته المشاحنات العرقية على مدار عامين.
وأبرم الطرفان اتفاق سلام العام الماضى وشكلا حكومة وحدة. لكن وقف إطلاق النار انهار عدة مرات وغادر مشار العاصمة الشهر الماضى وطالب بقوة دولية للفصل بين القوات المتحاربة.
وأفزعت الفوضى قوى إقليمية وعالمية كانت دعمت انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011 على أمل أن الاستقلال سيضع نهاية لعقود من الحرب وعدم الاستقرار فى شرق أفريقيا.
وعزل كير وزراء الداخلية والنفط والتعليم العالى والعمل والمياه والأراضى والإسكان بحسب بيان أذاعه التلفزيون الرسمي.
وجاء تعيين الوزراء الجدد بناء على توصية من نائب الرئيس تابان دينج جاى الذى أعلن فى يوليو تموز توليه زعامة الحركة الشعبية لتحرير السودان- فصيل المعارضة.
وقال نيارجى جيرمليلى رومان نائب المتحدث باسم مشار "لم تفاجئنا الخطوات التى أخذها. .. كير وتابان دينج جاي."
وأضاف "سنتوجه فى مسيرة إلى جوبا ونضع نهاية لهذه المأساة إذا لم يتم نشر قوات أجنبية" فى إشارة إلى القوة الدولية التى طالب مشار بنشرها للفصل بين القوات المتحاربة.
وقتل أكثر من 10 آلاف شخص وشرد أكثر من مليونين آخرين خلال حرب أهلية استمرت عامين بعدما عزل كير نائبه مشار فى عام 2013. وفر معظم النازحين إلى أوغندا وإثيوبيا وكينيا والسودان المجاورة.
وعمق الخلاف الشخصى بين كير الذى ينتمى لقبيلة الدينكا ومشار الذى ينتمى إلى قبيلة النوير الانقسامات العرقية فى بلد تنتشر فيه الأسلحة بشكل كبير.