قالت صحيفة الموندو الإسبانية فى تقرير لها حول مدينة "سنجار" العراقية ، إن المدينة تحولت إلى "خراب" بسبب القصف والاشتباكات التى تعرضت لها منذ استيلاء داعش لها قبل عامين ،مشيرة إلى أن سنجار عاصمة اليزيدين فقدت المبانى المحيطة بها وتحولت إلى مدينة أشباح ، تفتقر إلى المياه والكهرباء".
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش الإرهابى اقتحم المدينة فى عام 2014 وشرد أكثر من 40 ألف يزيدى من منازلهم، الأمر الذى ضاعف من مأساتهم ، وعانوا من الحصار والجوع لعدة أيام، كما أنه قتل آلافا آخرين ممن ألقى عليهم القبض، وأجبرت الآلاف من النساء على العبودية الجنسية والبيع لمن يدفع أكثر، على حدود سوريا والعراق.
وأضافت الصحيفة أنه بعد 15 شهرا من انضمامها إلى أراضى "الخلافة"، تم تحرير سنجار فى نوفمبر، إلا أن نسبة قليلة فقط وجدت منشآتها الحضرية فى سلام، بسبب المناوشات والحرب التى عاشتها المدينة.
ونقلت الصحيفة عن الزعيم المحلى للحزب الديمقراطى الكردستانى، ناصر باشا، قوله واصفا حالة الخراب التى تشكو منها المدينة، إنه "تم تدمير حوالى 70 % من منشآت ومبانى المدينة بالكامل، كما أن غياب الماء والكهرباء زاد من تدهور الوضع، وتكاد المدينة تخلو من الأثر البشرى".
وأضاف "لقد قام داعش بنشر شبابيك سوق المدينة وأبوابه على حافتى الطريق؛ ليعبروا على انتصارهم بهزيمة اليزيديين، وبالإضافة إلى ذلك، عانت باقى البنية التحتية والمعدات المنزلية من تفجيرات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتحولت إلى أنقاض متناثرة فى كل مكان".
ويقول ناصر باشا فى هذا الشأن "لقد تم العثور على حوالى 72 نفقا تحت الأرض، ويبدو أن الغرض من حفرها هو التنقل بكل أمان من مكان إلى آخر، وحماية أنفسهم من القصف وقوات البشمركة، ويتراوح طول هذه الأنفاق من 100 إلى 150 مترا"، مضيفا "لقد عثرنا على بعض الغنائم فى هذه الأنفاق، لكن لسنا فرحين، لأن الخطر ما زال محدقا بمدينة سنجار المدمرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن 50 شخصا استطاعوا العودة إلى الحى القديم، مثل "أسمر" الذى يعيش رفقة زوجته فى بيت مستأجر، وفى حديث الصحيفة مع زوجته، قالت المرأة إنه "كان من الصعب العودة ورؤية كل هذا الدمار، كما أن ابنتى لم تتحمل العيش هنا، فى ظل غياب الكهرباء وسماع صوت التفجيرات طوال الليل، وعادت إلى أحد مخيمات النازحين".
وأشارت الصحيفة إلى غياب الرعاية الطبية فى المدينة، الأمر الذى يضطر العديد إلى الانتقال إلى مدينة دهوك لتلقى العلاج، كما تحولت أحد المستشفيات الخاصة إلى خراب بسبب القصف، وزيادة عن ذلك، تعانى عيادات المستشفى من غياب الأطباء.