ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن بريطانيا سوف ترسل أكثر من 100 مليون جنيه استرلينى إلى جنوب السودان فى صورة مزيد من المساعدات الإنسانية، فى ظل تكثيف الحكومة البريطانية جهودها للحد من تدفق المهاجرين الوافدين من شرق افريقيا، إحدى أكثر مناطق العالم التى تجتاحها الصراعات.
وأضافت الصحيفة - فى تقرير نشرته على موقعها الالكترونى اليوم الجمعة أن جنوب السودان ستتلقى الحصة الأكبر - وتبلغ 103 ملايين جنيه استرلينى - كجزء من التمويل الاضافى المقدر بـ 660 مليون جنيه استرليني، والذى تعهدت به رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى هذا الأسبوع فى إطار "نهجها الجديد" فى مواجهة أزمة الهجرة.
ونقلت عن وزير التنمية الدولية فى بريطانيا جيمس وارتون قوله "قطعا من مصلحة المملكة المتحدة" تشجيع "الاستقرار فى جنوب السودان على المدى الطويل".
وأضاف أن جنوب السودان هى إحدى أكثر دولة العالم التى تعانى من أزمات إنسانية، مع حاجة أكثر من نصف سكانها الماسة إلى الدعم، موضحا أن تفشى أحداث العنف الأخيرة فى العاصمة، جوبا، أدت إلى تفاقم الأوضاع المتدهورة بالفعل، حيث فقد كثير من الأشخاص أحباءهم ولم يتبق لهم سوى حقائب ملابسهم على ظهورهم.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت - الأسبوع الماضى تجاوز عدد مواطنى جنوب السودان، الذين فروا من البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية فى ديسمبر 2013، حاليا مليون نسمة، فيما بلغ عدد المشردين داخليا 6ر1 مليون من أصل 11 مليون مواطن، لافتة إلى أن سوريا وأفغانستان والصومال فقط هم من تسببوا فى تدفق الأعداد الأكبر من اللاجئين.
وكانت ماى قالت - أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول الثلاثاء إن العالم يحتاج إلى اتباع "نهج جديدة للهجرة"، وأوضحت أن "الدول المضيفة لا تحصل على ما يكفى من الدعم. وبالتالى لا يحصل اللاجئون على المساعدات والتعليم والفرص الاقتصادية التى يحتاجونها".
وإلى جانب الـ 660 مليون جنيه استرلينى التى قدمتها برطانيا فى صورة مساعدات إنسانية، تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية أيضا بأن تساهم لندن بمبلغ قدره 80 مليون استرلينى فى مشروع يموله البنك الأوروبى والعالمى فى إثيوبيا لتطوير منطقتين صناعيتين، وهى خطوة من شأنها خلق 100 ألف وظيفة، مع تخصيص 30 ألف منهم للاجئين.
ولفتت الصحيفة إلى أن إثيوبيا - التى لديها حدود مع كل من جنوب السودان والصومال - هى أكبر دولة مستقبلة للاجئين فى القارة الأفريقية.
وأفادت بأنه بالأموال الإضافية، فإن إجمالى مساعدات المملكة المتحدة فى إطار العلاقات الثنائية مع جنوب السودان بلغ 357 مليون استرلينى منذ ديسمبر عام 2013؛ ما يجعل بريطانيا ثانى أكبر جهة مانحة بعد الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أوغندا ستتلقى أيضا 5 ملايين استرلينى والسودان 3 مليون استرليني، لمساعدة مواطنى جنوب السودان الذين فروا من هناك.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول إن المبلغ الإضافى من شأنه زيادة تمويل المملكة المتحدة الانسانى للفترة 2016-2017 إلى 5ر1 مليار استرليني.