تواجه حملة المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون اتهامات متزايدة بدعم الإخوان، سواء فى الفترة التى تولوا فيها الحكم فى مصر، او حتى بعدها. ومن أكثر الاتهامات التى يثيرها ضدها خصومها فى الحزب الجمهورى والتيار المحافظ أنها من أنصار الجماعة داخل الإدارة الأمريكية، ويبرهنون على ذلك بأن أقرب مساعدة لها، وهى هوما عابدين على صلة قوية بالإخوان.
وربما يجد هؤلاء دليلا جديدا بعدما نشرت صحيفة أمريكية تقريرا تحدثت فيه عن صلة تيم كين، السيناتور الديمقراطى المرشحة مع كلينتون لمنصب نائب الرئيس، بالتنظيم الإرهابى. فقالت صحيفة ورلد تريبيون فى تقرير نشرته أمس، الاثنين، على موقعها الإلكترونى إن أن كين الذى لا يحظى باهتمام إعلامى كبير فى الولايات المتحدة قد ظهر عام ٢٠١١ فى حفل عشاء على شرف جمال برزنجنى، الذى يوصف بأنه الأب المؤسس للإخوان المسلمين فى أمريكا والمساعد المقرب لسامى العريان المدان فى قضية تقديم تمويل لحماس.
وأشار التقرير إلى أن كين صاحب الميول اليسارية أيضا حصل على أموال من جماعات مرتبطة بالإخوان المسلمين فى إطار حملته للترشح لمجلس الشيوخ عام ٢٠٠٣.
وقالت الصحيفة فى تقريرها إن كين لديه تاريخ طويل من اليسارية الراديكالية المعادية لأمريكا والعلاقات المالية مع الإخوان المسلمين.. واستندت الصحيفة إلى تقرير منشور فى موقع the American Spectator.
وأشارت الصحيفة إلى أن علاقات كين بالإخوان كانت مالية، فقد حصل على أكثر من 43 ألف دولار فى حملة لتولى منصب بين عامى 2003 و2005، إلى جانب أكثر من ربع مليون دولار للحزب الديمقراطى فى فرجينيا. كما قامت مؤسسات تابعة للإخوان بتقديم مبالغ مالية لحملة كين للترشح فى مجلس الشيوخ عام 2012.
علاقة كين بالإخوان التى تحدث عنها التقرير، أعادت إلى الأذهان التقارير العديدة التى تحدثت عن الروابط الإخوانية لهوما عابدين، مساعدة كلينتون والتى تعتبرها المرشحة الديمقراطية بمثابة ابنتها الثانية. وهوما هى ابنة صالحة عابدين، العضو فى منظمة الأخوات العالمية التى تعد بمثابة فرع سرى لجماعة الإخوان.. كما أن شقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضو نشط فى التنظيم العالمى، وفقا لما ورد فى تقارير صحفية أمريكية.
وفى حال نجاح هيلارى كلينتون فى السياق إلى البيت الأبيض، فإن هوما عابدين مرشحة لتولى وزارة الخارجية، وهو ما يعنى أن الإخوان سيكونون فى وضع مسيطر داخل الإدارة الأمريكية الجديدة، مع وجود وزيرة هامة ونائب رئيس من أنصار التنظيم ناهيك عن دعم الرئيسة المحتملة لهؤلاء الذى تعتبرهم إسلاميين معتدلين، الأمر الذى سيكون له بطبيعة الحال تأثير كبير على قرارات هذه الإدارة وسياستها إزاء مصر والشرق الأوسط.