تعز هي إحدى أكبر المحافظات اليمنية كثافة سكانية ، وواحدة من أبرز المدن ثقافياً ، تشهد معارك منذ 18شهراً ، فمعظم مناطقها تحولت إلى ميادين قتال ، وتضررت المعالم التاريخية ، وتهدم عدد كبير من المنازل في مناطق متفرقة ، وتشرد مئات الآلاف من سكانها ، وتهدمت عشرات المدارس والمؤسسات.
في تعز لا يجد سكانها أمامهم سوى بقايا حرب ، ورماد نار ، يتنفسون بصعوبة في مدينتهم ؛ لأن هواءها أصبح مثقلاً بروائح البارود والغبار ، وعلى الرغم من تعرضها لأبشع حصار، وتضرر معالمها ومدارسها ومعاهدها ومعظم الآثار فيها ، إلا أنها تظل المحافظة اليمنية التي أنجبت كواكب من النخب والمتعلمين والمناضلين والأحرار .
وفي التاريخ تصدرت بكل اقتدار لتكون المدينة التي تصنع الانتصار ، ولا تعرف الإنكسار ، ويفصلها اليوم عن المجاعة قليلُ من الزمن فلم تعد المجاعة ترغب بالانتظار فها هي تتربص بسكانها الذين غض العالم عنهم الأنظار.
وتبقى تعز المدينة التي تفشى فيها الجوع ، وانتشرت بها الأمراض ، وسكانها يسكنون فوق الأنقاض ، والعالم يقف متفرجاً أمام مأساتها دون أي اعتراض .
استقبل مستشفى خليفة الحكومي الأسبوع الماضي ، الطفل" سليمان ناجي أحمد قاسم" البالغ من العمر 12عام من أبناء قرية الصنة بمديرية المعافر -جنوب تعز - حيث كان مصاباً بسوء تغذيةِ حادِ ، وكان على وشك الموت
وقال الدكتور عبدالرحمن الصبري مدير مستشفى خليفة الحكومي الواقع جنوب تعز : أن الكادر في المستشفى أصيب بالصدمة بعد وصول الطفل ، وقد نقل إلى قسم العناية المركزة ، ووفرت له المستشفى كافة الخدمات الصحية ، ولا تزال تقدم له الرعاية اللازمة لتخرجه من حالة المجاعة التي وصل إليها نتيجة الجوع .
وأشار البري أن وصول حالة كحالة الطفل سليمان تنذر بالخطر ، واحتمال تفشي مجاعة داخل تعز أصبح وارداً ، وبشكل كبير في ظل الوضع الإقتصادي والإنساني والصحي الذي يعيشه الناس ، ،لافتاً بان المستشفى استقبل العديد من الحالات المصابة بسوء تغذية لكن حالة الطفل سليمان هي الاكثر خطورة.
وأكد الصبري أن مستشفى خليفة يقدم خدماته منذ اندلاع الحرب في تعز ، ولم تتلق أي دعم من منظمات دولية أو إقليمية ، وتفتقر لجميع الإحتياجات الطبية اللازمة لمواصلة سير العمل ، وتقديم العمليات والأدوية للناس - الذين صار وضعهم لا يسمح لهم بشراء أدوية - وبرغم ذلك تواصل المستشفى عملها ، وبجهود كادرها ووفقاً للإمكانيات المتاحة ، مناشداً المنظمات الدولية والإقليمية لزيارة المستشفى ، والإطلاع على الخدمات والإحتياجات ، ومد يد العون لمستشفى خليفة ؛ كونه يغطي الخدمات الصحية في كافة المديريات الجنوبية لتعز ، والمكتضة بالسكان والنازحين.
وظهرت مجاعة في المديريات الساحلية بمحافظة الحديدة - غرب اليمن - نتيجة الجوع وفقدان عدد كبير من سكان المديريات الساحلية لأعمالهم ، التي تعتمد على الأجر اليومي والصيد.
وأكدت منظمة اليونيسف أن أكثر من مليون ونصف المليون طفل يعانون من سوء التغذية العام، وأن 370,000 طفل منهم على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد ، الذي قد يعرضهم للوفاة.