قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن انتقال السلطة فى الولايات المتحدة قد أعاد تركيز إسرائيل مرة أخرى على الفلسطينيين، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلى يسعى إلى تجاوز الصراع الفلسطينى وتحسين العلاقات الإقليمية، فإن آراء ترامب ربما تعيد التركيز على القضية مرة أخرى.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو كان حريصا على أن يشير دائما إلى أن إسرائيل تجاوزت تلك الأيام التى كان فيها صراعها مع الفلسطينيين يحدد علاقتها مع باقى العالم. لكن حتى مع احتفاله بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليكون حليفا قويا له، فإن نتنياهو ربما يجد أن هذا يعقد من إدارة ائتلافه المحافظ ويحد من التواصل لدبلوماسى الذى كان أولويته الأساسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار مجلس الأمن الدولى بإدانة الاستيطان الإسرائيلى بأغلبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، كان يعنى أن القضية الفلسطينية تظل مثل برميل البارود. وبدلا من الاعتماد على أصدقاء جدد، زاد نتنياهو من العداوات القديمة، وفى خطاب له أمس السبت، تعهد بأن تدفع الدول "التى حاولت إيذاء إسرائيل" ثمنا دبلوماسيا واقتصاديا.
وعلى الرغم من أن نتنياهو سيجد فى ترامب حليفا أكثر دعما له فى البيت الأبيض مما كان عليه أوباما الذى يرى سياسة الاستيطان الإسرائيلية ذات آثار عكسية، إلا أن دعوة ترامب الواضحة لدعم إسرائيل فى الاستيطان ووعده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يمكن أن يثير كراهية جديدة بين الدول العربية السنية التى يتودد نتنياهو لأغلبها، كما يقول المحللون.
وتقول تمارا كوفان ويتس، المسئولة السابقة بالخارجية الأمريكية والخبيرة حاليا بمعهد بروكينجز، إن الأمر لا يستغرق وقتا طويلا لتصور أن خطوة أمريكية يمكن أن تثير العنف على الأرض أو مجرد مظاهرات من الممكن أن تصبح عنيفة. وأضافت أن هذا لا يؤدى فقط إلى أزمة إسرائيلية فلسطينية، ولكن سيخلق أزمة عربية إسرائيلية أكبر.
ومنذ انتخاب ترامب، تتابع نيويورك تايمز، دفع مؤيدو الاستيطان فى حكومة نتنياهو بقانون يشرعن بعض المستوطنات فى مناطق فلسطينية والتى أعلنتها المحكمة العليا فى إسرائيل غير قانونية.
من جانبه، يقول دانيال كورتزر، السفير الأمريكى السابق فى إسرائيل، إن القادة الإسرائيليين يستخدمون الضغوط الأمريكية كذريعة لتجنب فعل شىء لا يريدون حقا فعله لمنعهم من مواجهة ضغوط عليهم من قبل الأعضاء فى الحكومة الائتلافية. ولو ساند ترامب نتنياهو، فإن هذا سيضع الأخير فى موقف محرج مع عدم وجود ذرائع لعدم فعل ما يريده اليمنيون أن يفعلوا.