قال محمود سريع القلم، الخبير الإيرانى وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشهيد بهشتى فى حوار أجرته معه صحيفة "لابناجورديا": "إن مع تنفيذ الاتفاق النووى، إيران ستركز على التنمية الاقتصادية ويمكنها تقديم تنازلات فى الجانب الجيوسياسى الإقلميى"، مشيرا إلى أنه يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تورط إيران فى حربى العراق وسوريا، والسياسة الإيرانية لا يمكن التنبؤ بها".
وأشار إلى أنه فى الوقت الذى ينخفض فيه دور إيران العسكرى والسياسى، يرتفع دور روسيا، والذى يكون تدخلها فى الأزمة السورية يعقد من الأوضاع الحالية، ولكن فى جميع الأحوال لابد من تبقى الولايات المتحدة بعيدا عن المسرح السورى، حيث إن التدخل الأمريكى فى الأزمة السورية هو فقط محاولة لتجنب النصر الكامل لروسيا، وضمان استمرار بشار الأسد فى السلطة، ولا أعتقد أن رئيس جديد فى البيت الأبيض يرغب فى التدخل فى الأزمة السورية، وهذا سيعتمد أيضا على الاتفاق النووى مع إيران والذى سيحرك الاتجاه الأمريكى فى الفترة المقبلة، خاصة فى الأمر السورى".
وردا على سؤال انتصار إيران فى حالة انتصار روسيا فى استمرار الأسد فى السلطة،قال سريع القلم إن "إيران مستعدة الا تتبع الأسد، فإيران لديها نفوذ عسكرى، وستكون موجودة لأن سوريا مهمة، لارتباطها بلبنان وفلسطين، وإيران تسعى لأن تكون على صلة مع الكتلتين، تركيا والسعودية وإيران وإسرائيل هى الدول الوحيدة التى لها نفوذ فى المنطقة ولذلك يجب أن تمتلك إيران القدرة المالية للحفاظ على هذا النفوذ.
ونفى سريع القلم أنه قال فى 2012 أن التغيير فى سوريا أمر لا مفر منه، وأن إيران ستوافق على تقسيم سوريا إلى عدة ولايات،والعراق إلى 3 مناطق الشمال الكردى والوسط السنى والجنوب الشيعى ، وإيران ستوافق على ذلك،وقال " أبدا، فإن تقسيم سوريا والعراق ضد مصلحة إيران، لأن سيكون لدينا العديد من البلدان الصغيرة والضعفاء وخدمة الآخرين، وأيضا سيكون ذلك ضد مصلحة تركيا والولايات المتحدة، خاصة وأن تركيا ترغب فى رؤية سوريا تحت قيادة أخرى مع الاحتفاظ بسلامة أراضيها وذلك لأهداف إقليمية إقتصادية فى المقام الأول ، لأن تركيا لديها مصالح اقتصادية فى سوريا والعراق، أكثر مما كنت اعتقد.
وقال ردا سؤال أن الولايات المتحدة هى المسئولة عن ظهور تنظيم داعش فى العراق بسبب الغزو، وأن إيران دعمت النظام الطائفى الشيعى بوجود رئيس الوزراء السابق نور المالكى، إن "نحن لا نفكر فى ذلك، فتنظيم داعش لا يهمه إيران، وفشل المالكى، إيران دعمت المالكى أمام جهود المملكة العربية السعودية لخلق قوى سنية فى غرب العراق، وهذا ليس له صلة بتنظيم داعش.