رغم أن حكمه لم يبدأ رسميا بعد، إلا أن الرئيس الأمريكى المنتخب يستبق دخوله إلى البيت الأبيض بمجموعة من الصراعات والانقسامات التى لا مثيل لها فى تاريخ أمريكا المعاصر، بعضها مع قادة لم يختارهم مثل مسئولى أجهزة الاستخبارات المختلفة الذين دخلوا فى صراع مفتوح معه حول روسيا ومزاعم تجسسها عليها واختراقها للانتخابات الأمريكية. لكن المثير أن بعض من رشحهم ترامب لتولى المناصب الرئيسية فى حكومته المرتقبة بدأوا يختلفون معه.
وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن بعض مرشحى ترامب يتخلون عن تأييد مواقفه السياسية فى ظل التدقيق الذى يتعرضون له أمام مجلس الشيوخ الأمريكى قبل تأكييد تعيينهم فى المناصب التى ترشحوا لها.
اختلف رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل السابق ريكس تيلرسون، المرشح لوزارة الخارجية، والجنرال المتقاعد جون كيلى المرشح لوزارة الأمن الداخلى، والسيناتور جيف سيشنز المرشح لوزارة العدل، جميعا مع الرئيس المنتخب حول بعض القضايا الرئيسية.
كما اختلف تيلرسون مع ترامب حول التجارة وروسيا، فأيد الأول اتفاق تجارى كبير رفضه الرئيس المنتخب، وحذر أيضا من مخاطر روسيا، وقال إنه سيدعم تقديم أسلحة إلى أوكرانيا. وقد اختلف ذلك مع وعود ترامب الانتخابية.
فقال تيلرسون إنه لا يعارض اتفاق الشراكة عبر الأطلنطى، وهو اتفاق مقترح يضم 12 دول سبق أن وصفته هيلارى كلينتون بأنه المعيار الذهبى للاتفاقيات التجارية. أما ترامب فسبق أن وعد بتمزيق المعاهدة.
وحول روسيا، قال تيلرسون إنه يجد أن التقارير الاستخباراتية الأخيرة حول جهود روسيا فى القرصنة على الجماعات السياسية الأمريكية مقلقة. وقال أيضا إنه سيدعم تقديم أسلحة دفاعية لأوكرانيا بعد ضم روسيا للقرب، وتحدث عن الفائدة المحتملة لمعاقبة الروس، وهى السياسات التى عارضها ترامب فى تصريحات سابقة.
أما الجنرال المتقاعد جون كيلى، المرشح لوزارة الأمن الداخلى فقال إنه سيلتزم بالتأكيد بالقوانين الأمريكية التى تمنع استخدام أساليب الإيهام بالغرق وغيرها من أساليب التعذيب، وهو ما يمثل معارضة لوعد ترامب الانتخابى السابق بانه سيعيد استخدام هذا الأسلوب وأشكال أسوأ من التعذيب لمحاربة الإرهاب.
كما قلل كيلى، وهو قائد سابق للقيادة الأمريكية الجنوبية، من أهمية أحد وعود ترامب الرئيسة حول بناء جدار حدودى مع المكسيك، وقال إن الجدار فى حد ذاته لن يؤدى المهمة المطلوبة، وشدد على الحاجة لبناء شراكات مع دول أمريكا اللاتينية من أجل محاربة الإتجار فى البشر وفى المخدرات.
أما جيف سيشنز، المرشح لوزارة العدل، فقد اختلف أيضا مع اقتراحى استخدام أسلوب الإيهام بالغرق، ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالأول، أكد سيشنز أن الكونجرس منع هذه الممارسة منذ أن تم استخدامها فى عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش. وفيما يخص الثانى، سعى سيشنز إلى أن يقلل من أهمية خلافه مع ترامب حول اقتراحه منع المسلمين، وقال إن ترامب تراجع عنه، وأنه يعتقد أن التركيز يجب أن يكون على هؤلاء القادمين من الدول التى لها تاريخ فى الإرهاب.
لكنه رفض أيضا فكرة منع دخول المسلمين التى لم يسحبها ترامب أبدا بشكل رسمى، وإن كان مساعدوه قد فعلوا ذلك.