أظهر استطلاع للرأى اعتقاد معظم الأوروبيين بأن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ستسوء تحت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهو أمر تحدث عنه العديد من الخبراء والسياسيين ورجال الأعمال فى بريطانيا الذى يرون أن تحول السياسة الخارجية لواشنطن ستكون فى صالح موسكو.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى تقرير نشرته اليوم الخميس، أنه بعد انتخاب ترامب فى نوفمبر الماضى، أشار أكاديميون وسياسيون فى بريطانيا إلى ما اعتبروه "صدفة ملائمة"، وهى أن "شارع ترامب" وهو شارع صغير فى المنطقة المالية بلندن، يصب مباشرة فى طريق من اتجاه واحد يسمى "صف روسيا"، وبدا ذلك استعارة مثالية لمستقبل العلاقات عبر المحيط الأطلسى.
وأضافت الصحيفة أن استطلاعا حديثا أجراه المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية ومركز "داليا" للدراسات فى ديسمبر الماضى، أظهر أن الخبراء ليسوا وحدهم من يتنبأون بعلاقات روسية أمريكية أقوى، مقابل سوء الشراكة الأوروبية مع الولايات المتحدة.
ووفقا للاستطلاع الذى أجرى مقابلات مع 11 ألف شخص من الـ28 دولة الأعضاء بالاتحاد الأوروبى وكذلك الولايات المتحدة، فإن 55% من الأوروبيين يعتقدون أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا ستسوء تحت إدارة ترامب، بينما يرى 14% فقط أنها ستتحسن، مقابل تفاؤل بين الأمريكيين حيث يعتقد 33% منهم أن العلاقات ستشهد تحسنا.
ورأت الصحيفة أن المسح يكشف عن شك عميق فى أوروبا والولايات المتحدة حول قدرة ترامب واستعداده لتقوية العلاقات مع عدد من الدول والمنظمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين والأوروبيين كان لديهم نفس مستوى التشاؤم تقريبا بأن ترامب "سيفعل اللازم" فيما يخص حلف شمال الأطلسى (ناتو) وأوروبا وروسيا، بينما كان لدى الأوروبيين ثقة أقل من الأمريكيين فى قدرات ترامب الدبلوماسية، خاصة عند التحدث عن التعامل مع الصين وإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوقعات المتدنية التى سجلها الاستطلاع جاءت حتى قبل أن يصف ترامب الناتو بأنه "عفا عليه الزمن"، وينتقد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال مقابلته مع صحيفة "تايمز" البريطانية.
وقالت الصحيفة أن هذه التصريحات أطلقت مزيدا من نواقيس الخطر فى أوروبا، التى تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكى للدفاع ضد ما تعتبره العديد من الدول حاليا "روسيا متزايدة العدوانية"، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين متمركزين فى أوروبا وكثيرا ما يشاركون فى تدريبات الناتو فى أوروبا الشرقية.
وأضافت الصحيفة أنه رغم الدعم العسكرى، فإن أوروبيين أقل بكثير يعتبرون الولايات المتحدة حليفا دوليا قيما، مشيرة إلى أن واحدا من كل خمسة أوروبيين يعتقدون أن واشنطن ليست قيمة للغاية كحليف أو لا قيمة لها على الإطلاق، بينما يعتقد معظمهم أنها "نوعا ما" قيمة كحليف، وفى المقابل يحمل 11% فقط من الأمريكيين نفس الفكرة عن أوروبا.