تسبب المرسوم التنفيذى الذى وقَّع عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجمعة الماضية بخصوص حظر دخول المسافرين من دول معينة واللاجئين بشكل عام فى ارتباك شديد بين المسافرين للولايات المتحدة، حتى من يحملون وثائق سفر سليمة، ما يتطلب توضيحا حول من سيشملهم القرار المثير للجدل، ومن هم المستثنون منه.
أولًا ما هو القرار؟
نص قرار ترامب على تعليق برنامج اللاجئين فى أمريكا لمدة 4 شهور، كما شمل القرار حظر دخول مؤقت لمواطنى والقادمين من سبع دول هى: السودان، سوريا، العراق، ليبيا، الصومال، اليمن بالإضافة إلى إيران لمدة 90 يوما.
لماذا خرج القرار؟
فى البداية القرار هو أحد الوعود التى تبناها ترامب خلال حملته الانتخابية داعيًا لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة من أجل حماية الأمريكيين من الهجمات التى ينفذها جهاديون. ولكنه عاد ووضَّح أن القيود ستشمل الدول، التى قد يكون هناك تهديدًا من المهاجرين القادمين منها، وليس استهدافًا لفئات دينية بعينها.
ورغم الانتقادات الدولية الواسعة ضد القرار، فضلًا عن معارضته من قبل سياسيين وحقوقيين ومواطنين بأمريكا، باعتباره بعيدا كل البعد عن قيم أمريكا التى تحث على الإدماج، دافع "ترامب" عن المرسوم زاعمًا أنه مماثل لقرار اتخذه الرئيس الأمريكى السابق "باراك أوباما" عام 2011 بحظر تأشيرات اللاجئين القادمين من العراق لمدة 6 أشهر.
ماذا حدث منذ صدور القرار؟
خلال ساعات من توقيع ترامب على القرار الذى يعرف بـ"الحماية الوطنية"، والذى تم تطبيقه فى الحال، قامت سلطات المطارات حول أمريكا بترحيل عدد من المسافرين واحتجاز آخرين واستجوابهم، كما لجأ ضباط بالمطارات بفحص هواتف بعض المسافرين وطلب الاطلاع على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى ومناقشاتهم فى معتقداتهم السياسية، بحسب تقارير صحفية. وبحسب تغريدة لترامب، اليوم الاثنين، فإن عدد المحتجزين بالمطارات وصل إلى 109، مشيرًا إلى أن تطبيق القرار يمر بشكل جيد ولكن مع وجود مشاكل طفيفة بسبب أعطال بالكمبيوتر والمتظاهرين المحتشدين بالمطارات ضد الحظر.
كان قد احتشد آلاف من المنددين بقرار الحظر بالمطارات فى شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شملوا حقوقيين وسياسيين وحكام ولايات، كما قدَّم مواطنون أمريكيون الدعم النفسى لعائلات تم توقيفها والمتضررين من حظر ترامب.
وقد أوقف قضاة من أربع ولايات أمريكية على الأقل، تنفيذ قرارات ترحيل مسافرين بشكل مؤقت، لأنه بحسب الأحكام كانت لديهم تأشيرات سليمة وتصاريح قانونية بدخول البلد.
فى السطور التالية يقدم "انفراد" توضيحًا للفئات التى سيشملها الحظر، وفقًا لتقرير قدمته شبكة سكاى نيوز البريطانية:
اللاجئون
بموجب قرار ترامب، سيتم منع دخول جميع اللاجئين القادمين للولايات المتحدة، بصرف النظر عن جنسياتهم، خلال الفترة المحددة بالمرسوم وهى 120 يوما. ولكن بحسب تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكى، سيتم استثناء المسيحيين السوريين من القرار، مشيرًا إلى أنهم تم اضطهادهم فى السابق ولم تتم معاملتهم بشكل جيد فيما يتعلق بطلب اللجوء، مقارنًة بالمسلمين السوريين، متعهدًا بأن يساعدهم.
بعد انتهاء الفترة، ستسمح الولايات المتحدة بدخول 50 ألف لاجئ فى العام، وهو ما يمثل أقل من نصف العدد الذى كان قد حدده الرئيس السابق أوباما.
السوريون
سيتم منع جميع السوريين من دخول أمريكا إلى أجل غير مسمى، ماعدا الاستثناء سالف الذكر، حيث وصف ترامب دخولهم بأنه "يضر بمصالح الولايات المتحدة".
القادمون من 6 دول
بجانب سوريا، لن يتم منح تأشيرات إلى مهاجرين أو زوار قادمين من العراق، أو إيران، أو الصومال، أو ليبيا، أو السودان أو اليمن لمدة 90 يوما.
المسافرون ذو الجنسية المزدوجة
تشير التفاصيل إلى أن المواطنين الأمريكيين الحاملين لجواز سفر من إحدى الدول المحظورة لن يتأثروا بالقرار.
وكذلك تم إعفاء الكنديين، والبريطانيين ذوى الجنسية المزدوجة من أى دولة من الدول السبع، إلا إذا سافروا مباشرًة من هذه الدول، فسيتم تشديد التدقيق معهم لدى وصولهم.
أما حاملى جوازات سفر الدول المذكورة ودول أخرى عدا المستثناة، فسيتم حظر دخولهم.
حاملو البطاقة الخضراء
بعد ارتباك حول تأثير القرار على حاملى "الجرين كارد" أو البطاقات الخضراء، وهم المخول لهم الإقامة الدائمة والعمل على الأراضى الأمريكية قانونًا، فأكد وزير الأمن الداخلى "جون كيلى" على أنهم معفيون من الحظر، مصرحًا بأن دخول "المقيمين بصفة قانونية" يندرج تحت المصلحة الوطنية لأمريكا.
ولكن قال رئيس موظفى البيت الأبيض "رينس بريباس" إن حاملى البطاقة إذا كانوا من الدول المذكورة فسوف يخضعون لتدقيق شديد.
الحاصلون على تأشيرات
إن القادمين من الدول السبع المذكورة سيشملهم القرار، باستثناء أولئك الذين يحملون تأشيرات دبلوماسية أو تأشيرات دخول لمؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة أو منظمة حلف شمال الأطلسى.
تقرير سكاى نيوز
