دعت تركيا إيران فى خضم تبادل الاتهامات بين أنقرة وطهران بزعزعة الاستقرار فى المنطقة، قبل انطلاق مفاوضات ما بات يسمى بـ"جنيف 4" السورية إلى "مراجعة سياساتها الإقليمية"، حسبما ذكرت "روسيا اليوم".
واعتبر حسين مفتى أوغلو الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية التركية فى بيان نشر على الموقع الرسمى للخارجية التركية الثلاثاء، "أن إيران لا تتردد فى إرسال اللاجئين إلى مناطق القتال، وأن على طهران مراجعة سياستها الإقليمية".
وتأتى التصريحات التى يتبادل إصدارها مسؤولو البلدين فى الأيام الأخيرة، بعد هدوء نسبى فى العلاقات، أعقبه تعاون ملحوظ استند إلى البراغماتية ومبادئ الحفاظ على أمن المنطقة وتوازناتها، حيث انخرطا فى جهود أستانا ورعاية وقف إطلاق النار فى سوريا، ما انعكس تهدئة غير مسبوقة ووقفا للقتال هناك، لا يزال صامدا منذ مطلع العام الجديد.
ففى نهاية الأسبوع الماضي، اتهم وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو إيران بـ"تشييع سوريا والعراق"، وذلك بعد تحذيرات أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى جولته الخليجية الأخيرة، من "خطر القومية الفارسية"، ما حمل طهران على استدعاء السفير التركى وتبليغه الاحتجاج على تصريحات رؤسائه.
طهران من جهتها، ردت على الطرح التركى بالتحذير من مغبة نفاد صبرها، وأكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى تحلى بلاده بالصبر على تركيا فى سياساتها، مشيرا رغم ذلك إلى أن للصبر حدود. وقال: "نعتبر تركيا بين جيراننا المهمين، وهى تلقت منا قدرا كبيرا من الدعم ولاسيما فى أعقاب الانقلاب الفاشل الذى تعرضت له. نأمل فى أن يتحلوا بالمزيد من الذكاء فى تصريحاتهم تجاه إيران، كى لا نضطر للرد".
الملفت فى ألسنة لهب الاتهامات المتبادلة بين البلدين، استمرار ارتفاعها مع قرب موعد المفاوضات السورية المزمعة فى جنيف، غدا الخميس، والتى تحضّر لها الأمم المتحدة على قدم وساق وسط خلاف بينها وفصيل "الهيئة العليا للمفاوضات السورية" المعارض فى تأويل عبارة "الانتقال السياسى فى سوريا".