قالت صحيفة واشنطن بوست إن الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمام الكونجرس بمجلسيه أمس الثلاثاء، سيقوى شوكته فى منصبه التنفيذى وسيعزز الجمهوريين فى الكونجرس الذين يدعمونه.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخطاب كان أفضل خطاب مهم لترامب كرئيس، وربما يكون أفضل خطاب له على الإطلاق منذ دخوله المعترك السياسى فى يونيو 2015، فرغم أن ترامب لم يبتعد عن رؤيته القاتمة للوضع الحالى لأمريكا، إلا أن لهجته بشكل عام كانت أكثر تصالحية وتفاؤلا مما كان عليه من قبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قام بعدة أمور جيدة فى الخطاب، منها إدانته للتهديدات ضد المراكز اليهودية فى بداية الخطاب، وتكريمه لأرملة ضابط البحرية الذى قتل فى اليمن مؤخرا فى لحظة كانت قوية للغاية.
ورغم أن المنتقدين سيهاجمون بعض مزاعم ترامب فى الخطاب، ومنها ما قاله عن زيادة العنف فى أمريكا، وما بدا عليه أحيانا من رغبة فى العودة إلى نفسه التصادمية لاسيما عند مناقشة الهجرة والجدار الحدودى، إلا أن ترامب قدم دفاعا قويا عن رؤيته القومية وقال "وظيفتى ليست تمثيل العالم، ولكن وظيفتى تمثيل الولايات المتحدة الأمريكية".
واعتبرت الصحيفة أن الجمهوريين فى الكونجرس فازوا بهذا الخطاب، مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب بول ريان ورئيس الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل كانوا قلقين بشأن ما سيقوله ترامب، إلا أن هذا الخطاب هدأ أعصاب الجمهوريين فى الكونجرس، وأقنعهم أن ترامب قادر على أن يكون الرئيس الذى يأملونه.
وفى تقرير آخر، قالت واشنطن بوست إن ترامب سعى إلى إعادة جمع وعوده الانتخابية المتشددة ببريق معتدل، ويعلن ما وصفه بالفصل الجديد من العظمة الأمريكية بالتجديد الاقتصادى والقوة العسكرية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب سعى إلى إرساء الاستقرار لرئاسته بعد 40 يوم أولى عاصفة، وتطرق خلال خطابه الذى استمر ساعة إلى خططه لإصلاح الرعاية الصحية والضرائب، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل محددة.
أما شبكة "سى أن إن" الأمريكية، فقالت إن ترامب فى خطابه قدم رؤية لهدف وطنى مشترك، وتحول عن النهج المظلم الذى ساد فى خطابته المهمة السابقة للأمريكيين.
وتبنى ترامب، كما تقول "سى أن إن" إيقاع رجل الدولة، وقدم إشارات ملهمة. ولوهلة، تحول هذا الرجل الذى وصفته بأنه من أكثر السياسيين غير التقليديين إلى رئيس تقليدى وهو يسعى لتحقيق الاستقرار فى إدارته بعد الأسابيع الخمسة المضطربة الماضية.
وعلى الرغم من أن لغته كانت أكثر نبلا وتوحيدا عن المعتاد، إلا أنه لم يقدم الكثير عن جوهر سياساته حول قضايا الهجرة والتجارة والدفاع والمكافحة الإرهاب. وكانت النتيجة وصفة قومية شعبوية قال إنها ستؤدى إلى فصل جديد من العظمة الأمريكية.