حظرت الصين سفر مواطنيها عبر وكالات السفر الصينية إلى كوريا الجنوبية،وذلك لأول مرة فى تاريخها، ردا على قرار "سول" عاصمة كوريا الجنوبية نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية المتقدمة "ثاد" فى شبه الجزيرة الكورية.
وقال مصدر في القطاع السياحي بالصين الجمعة 3 مارس إن الإدارة الصينية للسياحة عقدت الخميس اجتماعا مع وكالات السفر في بكين، ووجهت شفهيا أمرا لهم بتعليق السفر إلى كوريا الجنوبية بشكل شامل. من جهته أكد مسؤول في منظمة كوريا الجنوبية للسياحة على ضرورة مراقبة وضع السوق السياحي عن كثب، "في الوقت الحالي، من الصعب التنبؤ بتأثيرات قرار الصين".
ومن المتوقع أن يتعرض القطاع السياحي في كوريا الجنوبية لضربة كبيرة حيث يمثل السياح الصينيون القادمون للبلاد عبر وكالات السفر الصينية، ما بين 60% و70%.
وبشأن نشر سول منظومة ثاد، أوضح رئيس وزراء كوريا الجنوبية هوانغ كيو آن أمس الجمعة أن الحكومة تواصل مراقبة الإجراءات التي تتخذها حكومة الصين، وتعزز التواصل معها، فضلا عن وضع التدابير الضرورية وسط توقعات بمعارضة الصين القوية والمستمرة لنشر منظومة "ثاد"، منوها في الوقت ذاته بأن نشر المنظومة هو إجراء دفاعي ذاتي للأمن الوطن من التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وأن المنظومة لا تستهدف أي دولة ثالثة.
من جهة أخرى، أضاف هوانغ أن بلاده ستواصل التشاور مع واشنطن لاتخاذ الخطوات المطلوبة مثل عمليات تقييم الآثار البيئية بالموقع الذي سيتم استخدامه لنشر منظومة ثاد، وذلك بعد أن تم التوقيع على عقد مقايضة الأراضي بين وزارة الدفاع وشركة لوتيه.
يذكر أن شركة لوتيه للأسواق الحرة، أكبر شركة كورية رائدة في هذا المجال، تعرضت لاختراق موقعها من قبل قراصنة مجهولين، وهي خطوة فسرها البعض على أنها آخر المحاولات الانتقامية من جانب الصين على توجه حكومة سول لنشر منظومة ثاد في شبه الجزيرة الكورية.
هذا وتجري منذ مطلع الشهر الحالي التدريبات العسكرية السنوية المشتركة "فرخ النسر" بين سول وواشنطن، بمشاركة حوالي 10 آلاف جندي أمريكي منهم جنود من القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية، و3600 جندي أمريكي من الخارج، علاوة على نحو 290 ألف جندي كوري جنوبي. ومن المقرر أن تستمر التدريبات حتى نهاية أبريل المقبل، فيما تبدأ التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين "الحل الرئيسي" ابتداء من الـ 13 من الشهر الجاري وهي مناورات لمركز القيادة بمحاكاة الكمبيوتر.