تحدثت مجلة نيوزويك الأمريكية عن ديكتاتور بنما السابق مانويل نوريجا، الذى توفى عن عمر 83 عامًا، اليوم الثلاثاء، وقالت إن الجنرال البنمى قد أمضى جزءًا من مسيرته العسكرية فى كشوف مرتبات الـ"سى أى إيه" كطالب، وكان يحصل أموالاً نظير ما يقدمه من معلومات عن الأنشطة اليسارية.
وحصل نوريجا على ثقة الـ"سى أى إيه"، وبعدما أصبح نوريجا قائدًا عامًا لبنما فى عام 1983، ساعد نوريجا الولايات المتحدة على تجنب صراع كبير مع كوبا خلال غزو الرئيس رونالد ريجان لجرينادا، من خلال العمل على التواصل مع فيدل كاسترو. وتراجعت صداقة نوريجا مع الولايات المتحدة ثم انهارت مع تبنى ريجان وبوش سياسة مناهضة للشيوعية فى وسط أمريكا، وقدمت مساعدات عسكرية ومالية للحكومات اليمينية ومقاتلى الحرية ضد العصابات اليسارية فى السلفادور وجواتيمالا واليساريين فى نيكارجوا، ورفض الجنرال المساعدة.
وكانت تلك السنوات عندما شن قائد المارين أوليفر نوث حملة فاشلة لتمويل المتمردين فى نيكارجو، المعرفين باسك الكونراس، بأموال تم جمعها من بيع سلاح لإيران فيما عرف باسم فضيحة إيران كونترا، والتى أسقطت تقريبًا رئاسة ريجان.
وفى نهاية الثمانينيات، وبنهاية الحرب الباردة، واجه ريجان صعود جماعات الكوكايين وأحيانًا خلط الشيوعيين بالناركوس. وأعلن عند مرحلة ما أن الشعوب اللاتينية بالملايين قد تهرب من الشيوعى إلى الجنوب وهدد الأراضى الأمريكية.وفى عام 1989، اتهمت إدارة ريجان بنما بأنها ناقل كبير لشحنات الكوكايين فى طريقها للولايات المتحدة، وبعد أربعة أشهر من تولى جور بوش الأب الرئاسة، أجريت انتخابات رئاسة فى بنما، وفى حين أن الناخبين يتوجهون لصناديق الاقتراع كل خمس سنوات، فإن الجيش سيطر على الحكومة منذ انقلاب 1968 وألغى نوريجا الانتخابات عندما بدا أن المرشح المدعوم من أمريكا يفوز.
وفى 20 ديسمبر 1989، أرسل بوش 25 ألفًا من القوات لغزو بنما، وبرر الغزو بالأمن القومى، وقال إن نوريجا تاجر مخدرات أعلن الحرب على الولايات المتحدة ويهدد أرواح المدنين فى بنما ويهدد أمن قناة بنما، وهو الأمر الذى لم يتم إثبات صحته.