حذر الروسى ألكسى أرباتوف الخبير فى قضايا التسلح واتفاقيات نزع السلاح من تدهور خطير للاتفاقيات بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال فى حوار أجرته معه صحيفة "الباييس" الإسبانية إن "القادة السياسيين والعسكريين الروس رفضوا - مع أعذار غبية - مقترحات نزع السلاح من الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وابتهجوا مع وصول دونالد ترامب إلى الحكم على الرغم أنه ليس له أى نية لنزع السلاح النووى ولا نية اقتراح أى شىء لروسيا".
وأشار أرباتوف إلى أن المشكلة الأمنية فى العالم أصبحت "أكثر إلحاحا" اليوم، ولذلك فإن إنقاذ نظام السيطرة على الأسلحة النووية أصبح بالتالى أمرا ضروريا، لأنه إذا ترك الأمريكيون اتفاق الحد من الصواريخ المتوسطة المدى الذى تم توقيعه فى 197 من قبل الرئيس رونالد ريجان، أو أن تقوم روسيا بفعل هذا، كما فعلت مع اتفاق الأسلحة التقليدية فى أوروبا، سيتم حل اتفاق حظر التجارب النووية ويصبح هناك حالة من الفوضى التى ستسود العالم".
وأكد الخبير أن "أوكرانيا وسوريا من القضايا المهمة بسبب خطر المواجهة، لكن الأكثر إلحاحا هو إنقاذ صفقة الأسلحة متوسطة المدى، ولهذا لابد من يتم ذلك بسرعة ودون الكثير من العمل، وذلك قبل أن يقوما البلدين باتهام بعضهما البعض بانتهاك معاهدة خفض الصواريخ متوسطة المدى".
وأضاف "منذ أواخر السبعينيات، عند انتخاب ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تبنى الجمهوريون والديمقراطيون نماذج مختلفة فيما يتعلق بموسكو حول قضايا نزع السلاح، حيث إن الديمقراطيين يعتقدون أن الولايات المتحدة متفوقة عن موسكو إلا فى الأسلحة النووية، وفى المقابل الجمهوريين يروا أن الأسلحة النووية هى المنطقة الوحيدة التى يوجد فيها موسكو وواشنطن على قدم المساواة.
وبعبارة أخرى فإن الديمقراطيين فى محاولة للحد من الجانب النووى لزيادة التفوق فى مجالات أخرى والجمهوريون يسعون لزيادة الوزن من الأسلحة النووية لتحقيق التفوق.
وأكد أنه مع وصول ترامب إلى السلطة، فإن المخطط يعود إلى العمل بدقة متناهية، حيث إن ترامب ليس لديه أى مصلحة لنزع السلاح النووى، ولا ينوى اقتراح أى شىء على عكس أوباما الذى دائما كان يقترح أشياء ويعقد معاهدات جديدة من الأسلحة التكتيكية والأسلحة الاستيراتيجية الهجومية، لكن ترامب لا.