أعلن مسئولون بمقاطعة سيتشوان، بجنوب غرب الصين، انتشال 10 جثث، وليس 15 من موقع الانهيار الأرضى الذى شهدته المقاطعة، فى وقت مبكر من صباح أمس السبت، كما كان أعلن فى وقت سابق، وقالوا إنه تم التأكد من أن 15 شخصا كان يعتقد أنهم لقوا مصرعهم بخير، حيث ظهر اليوم، أنهم كانوا خارج القرية وقت وقوع المأساة.
ووفقا للإعلام الصينى، لم تتوقف جهود البحث عن المفقودين لحظة واحدة منذ الأمس، حيث استمرت تلك الجهود طوال الليل، وحتى الآن بالرغم من الأمطار الغزيرة بالمنطقة، وينتشر الآن الآلاف من رجال الإنقاذ فى المكان محاولين بكل جهدهم العثور على 93 شخصا، أعلنت السلطات أنهم فى عداد المفقودين.
كان الحادث وقع فى حوالى الساعة السادسة، من صباح أمس، بتوقيت الصين، عندما اندفعت أكوام هائلة من الحجارة والصخور والطين من أحد الجبال فى المنطقة لتدفن تحتها 62 منزلا، وأفادت وسائل الإعلام الصينية بأن تلك الكارثة الطبيعية ناجمة عن الأمطار الغزيرة التى اجتاحت مناطق كثيرة من الصين فى الأيام الأخيرة.
وقالت إنه حدث انهيار أرضى آخر عقب الانهيار الأول، مما جعل جهود البحث أكثر صعوبة، ووفقا لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية، تسبب الانهيار الأرضى فى سد جزء من مجرى أحد الأنهار ودفن 1600 متر من الطريق بالمنطقة.
وتشير الوكالة فى تقريرها، إلى أن القرية دفنت تحت 18 مليون متر مكعب من الأحجار والطين، ويشارك حاليا نحو ثلاثة آلاف من عمال الإنقاذ مجهزين بالمعدات الثقيلة والحفارات وأجهزة للكشف عن الحياة فى البحث عن المفقودين.
ونقل الإعلام الصينى، عن خبراء جيولوجيين موجودين بموقع الكارثة قولهم، إن فرصة العثور على ناجين تكاد تكون معدومة، ومنذ وقوع الانهيار وحتى الآن لم يتم إنقاذ سوى ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، وهم رجل وزوجته وطفل رضيع لا يتعدى عمره شهر واحد، حيث نقلوا إلى أحد المستشفيات لتلقى العناية اللازم، وتشير الأنباء إلى أن الأبوين حالتهم مستقرة، ولكن الرضيع يحتاج إلى عناية فائقة لأنه أصيب بالتهاب رئوى.
وتم إجلاء أكثر من 110 من القرويين الذين يعيشون فى مكان قريب من موقع المأساة إلى عدد من المدارس بالبلدة القريبة من القرية مساء أمس، خشية أن تتسبب الأمطار فى كوارث أخرى جديدة فى نفس المكان.
وكانت السلطات المعنية، فعلت أعلى مستوى لألية الاستجابة للإغاثة من الكوارث فور وقوع الانهيار، وأمر الرئيس الصينى شى جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لى كه تشيانغ، ببذل كل الجهود الممكنة للمساعدة فى عمليات الإنقاذ.
وصباح اليوم، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، عن تعازيه للشعب وللقيادة الصينية، وقال فى تصريح رسمى صدر عن المتحدث باسمه، إنه يشعر بالحزن العميق على من فقدوا أرواحهم وعلى الدمار الذى حدث نتيجة للانهيار الأرضى، كما أكد استعداد المنظمة الدولية لتقديم أى دعم تطلبه السلطات الصينية للمساعدة فى جهود الإنقاذ.