رأى الباحث فى الشئون الاستراتيجية والخبير فى دراسات الشئون الدولية، أنس القصاص، أن قمة العشرين ستزيد من تعقيد العلاقات بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وليس العكس.
وقال القصاص فى تصريحات لـ"انفراد"، إن العلاقات بين واشنطن وبكين متوترة وفى أدنى مستوياتها إلا فى ملفات ذات اهتمام مشترك كسياسات المناخ والتجارة الدولية، معتقدًا أن أى تنامى إيجابى للعلاقات الأمريكية ـ الصينية سيؤثر إيجابيًا على العلاقات الأمريكية ـ الروسية.
وأضاف أنه من المتوقع أن تفرز قمة العشرين فى جانب من جوانبها نتائج مهمة تتعلق بأن هذه القمة تسودها أجواء شديدة التوتر على خلفية أن جزءا كبيرا من هذا التوتر يعود إلى العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وألمانيا على خلفية نكوص إدارة ترامب عن الالتزام الاستراتيجى الأمريكى بأمن أوروبا، هذا بالإضافة لعرقلة تلك الإدارة للشراكة التجارية والاستراتيجية العابرة للمحيط الأطلسى.
وقلل القصاص من أهمية تكتل دول البريكس داخل مجموعة العشرين معتقدًا أنها مجموعة ليست ذات تأثير كبير على باقى أعضاء المجموعة، مدللا على منحاه بأن "كل أعضاء البريكس ما عدا روسيا هم شركاء استراتيجيون للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ويصعب فعلا تصور أنهم كتلة مستقلة داخل مجموعة الدول العشرين الأضخم اقتصاديا فى العالم".
وتابع الخبير الدولى تعليقا على مشهد قمة مجموعة العشرين قائلًا: "إن التوتر بين برلين وواشنطن هو توتر مضاف لمجموعة التوترات التى أضحت أساسية فى مثل تلك القمم كالامتعاض الروسى من منظومة التجارة الحرة والرغبة البريطانية فى إزالة الحواجز أمام انتقال رؤوس الأموال ووضع العراقيل على انتقال الأفراد، وبالطبع أضف إلى تلك التوترات أزمة الخليج التى تعتبر أكبر أزمة دبلوماسية تنقسم عليها الدبلوماسية الدولية منذ ربع قرن".
وردًا على سؤال "انفراد" حول لقاء القمة بين ترامب وبوتين فى ضوء اتهام وزارة الأمن الأمريكية بوتين شخصيًا بقيادة فريق إلكترونى للتأثير فى الانتخابات الأخيرة، قال القصاص إن "سياسات ترامب تكتسب الجانب الشيزوفرينى من شخصية بوتين، فالرجل وإدارته فى مأزق خطير يستدعى منه تقديم تنازلات وهو ما يفعله بحذافيره، لاسيما حيال التعهدات بتمويل ودعم الناتو والابتعاد عن أى علاقات قد يساء فهمها مع موسكو".
لكن ترامب يعاند على الجانب الآخر تكتيكيا لحفظ ماء وجهه فى خضم صراعه المستمر مع المؤسسة الشرقية، فهو يدعى النزاهة فى علاقاته مع روسيا لكن تقارير وشهادات رجال إدارته السابقين ليست فى صالحه بالمرة لاسيما التقرير الأخير لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية حول علاقات جاريد كوشنر مساعد ترامب وزوج ابنته إيفانكا المشبوهة مع السفارة الروسية بعد وصول ترامب للبيت الأبيض، وفقا لما قاله القصاص.
واختتم القصاص حديثه مع "انفراد" بقوله: "هذه القمة ستزيد التوتر الدولى على عكس مسعاها للحد منه، على الأقل بسبب قرار الولايات المتحدة الأمريكية أمس إمداد بولندا بأحدث أجيال منظومة باتريوت الصاروخية، وهو إجراء موجه ضد روسيا ويثير غيرة برلين بكل تأكيد".