قالت دراسة صادرة اليوم " الثلاثاء"، من منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المم المتحدة، - والتى قامت بتكليف احد مراكز البحث الاستقصائى للقيام بها - أن الأطفال من المهاجرين واللاجئين الذين يهاجرون وحدهم غير مصحوبين من أفريقيا لايهدفون فى الأساس الذهاب إلى أوروبا، وأضافت أن الغالبية العظمى منهم يغادرون منازلهم دون معرفة الأهل وذلك بسبب المتاعب فى المنزل كما انهم يتخذون قرار مغادرة المنزل من تلقاء انفسهم دوزن أية نية فى البداية للتوجه إلى أوروبا.
وأوضحت ساره كرو المتحدثة باسم يونيسيف أن الدراسة - التى عرضت فى مؤتمر صحفى فى جنيف اليوم - أظهرت أن الصدمات المنهجية والإساءة التى يتعرض لها هؤلاء الأطفال أو المعاناة التى يواجهونها خلال رحلتهم وبخاصة فى ليبيا كانت وفق شهادات الغالبية منهم هى السبب وراء قرار الفرار إلى أوروبا واتخاذ طريق البحر المتوسط المرعب للتوجه اليها.
وقالت الدراسة أن مايصل إلى 75 % من الأطفال اللاجئين والمهاجرين - الذين اجريت معهم مقابلات فى ايطاليا كجزء من الدراسة - اتخذوا قرار الشروع فى الرحلة وحدهم، ولفتت إلى أن هذه الرحلة الخطرة من الممكن أن تاخذ عامين أو اكثر للطفل لكى يصل إلى أوروبا، ونوهت إلى أن احد الأسباب الرئيسية التى تدفع هؤلاء الأطفال لترك منازلهم هى العنف فى المنزل إضافة إلى الحرمان والنزاعات فى البلاد، وأشارت إلى أن زواج الأطفال كذلك يمثل سببا رئيسيا فى ترك واحدة من بين كل خمسة من الفتيات اللواتى تمت مقابلتهن للمغادرة، وأكدت أن رحلات الأطفال كانت مجزأة فى كثير من الأحيان وتغيرت وجهتم على طول الطريق.
وقالت الدراسة على لسان افشان خان المدير الاقليمى ليونيسيف لاوروبا واسيا الوسطى ،أنه مما يثير الدهشة أن شهادات الأطفال أظهرت وللمرة الأولى أن هناك أسبابا كثيرة تدفعهم إلى مغادرة منازلهم وذلك عما كان مفهوما من قبل وبين ذلك عوامل اقل فيما يتعلق ومدى جاذبية اوروبا لهم، وأضاف أن الهدف من الدراسة هو تزويد صانعى القرار والشركاء والحكومات بادلة على مايدفع الأطفال إلى الفرار من بلادهم ومنازلهم ،حيث أجريت المقابلات مع مجموعة 850 طفلا تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاما فى البوابة الرئيسية فى أوروبا بايطاليا واليونان.
وذكرت الدراسة أن الأطفال من المهاجرين واللاجئين ابلغوا فى ايطاليا عما وجدوه من معاناة فى ليبيا خلال الفترة التى قضوها قبل رحلة البحر إلى اوروبا وذلك باعتبارها الجزء الأكثر صدمة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، وأن نصفهم تقريبا 47 % اكدوا انهم اختطفوا فى ليبيا للحصول على فدية كما أن واحدا من بين كل أربعة أطفال اى حوالى 23 % منهم اعتقلوا تعسفيا واحتجزوا فى السجن دون توجيه اية اتهامات، ونوهت إلى أن الأغلبية تاتى من بلدان مختلفة فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ولكن بعضهم ينتمى إلى مناطق بعيدة مثل بنجلاديش.
وأوضحت الدراسة انه وبالنسبة لمن كان قرارهم المجئ إلى أوروبا فان جاذبية البلدان الأوروبية، كانت بالنسبة لهم هى تعزيز تعليمهم واحترام حقوقهم وتحقيق حياة افضل، ولكن بمجرد وصولهم إلى اوروبا وجدوا واقعا مختلفا وخابت توقعاتهم، وأنه فى اليونان اظهر الاستطلاع أن واحدا من بين كل ثلاثة آباء قالوا إن طلب التعليم لاطفالهم كان السبب الرئيسى وراء مغادرتهم لبلدانهم إلى اوروبا، فى حين كشفت الدراسة أن الإجراءات المطولة للجوء والارتباك بشان حقوق الأطفال عند وصولهم إلى البلدان الأوروبية ادت إلى تسرب العديد منهم من نظم الاستقبال الايطالية واليونانية وفقدان التعليم وتعريضهم لمخاطر عالية من الإيذاء والاستغلال.
وقالت دراسة يونيسيف انه من بين 12 الفا و 239 طفلا وصلوا إلى ايطاليا فى الأشهر الستة الأولى من العام الحالى فان 93 % منهم سافروا بمفردهم.