لا تزال تداعيات استفتاء إقليم كردستان العراق المزمع عقده فى 25 سبتمبر الجارى تلقى بظلالها على المشهد داخل إيران المعارضة للانفصال، وكشفت وسائل إعلام إيرانية عن زيارة قام بها رئيس البرلمان على لاريجانى إلى إقليم أذربيجان غرب إيران وتفقد النقطة صفر من الحدود الغربية الملاصقة لإقليم كردستان العراقى لأول مرة وهو يرتدى الزى العسكرى.
وكشفت صحيفة ابتكار الإصلاحية، أن حضور لاريجانى بزى عسكرى برفقة عدد من العسكريين أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن انتشرت صورته بشكل واسع، مشيرة إلى أن الزيارة وارتداء زى عسكرى فى هذا التوقيت الحساس يحمل فى طياته العديد من الرسائل فى وقت يصر فيه زعيم الأكراد مسعود بارزانى على إجراء استفتاء الانفصال وهو ما تعارضه إيران بشدة.
وقالت إن أولى الرسائل ستكون لمن هم خلف الحدود يراقبون تحركات إيران بشأن الاستفتاء وانفصال اقليم كردستان عن الأراضى العراقية، ونقلت الصحيفة عن نائب مدينة نطنز وعضو لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية مرتضى صفارى، الذى قال إن زيارة لاريجانى النقطة صفر على الحدود مع كردستان العراق بزى عسكرى، حركة رمزية.
وأوضح صفارى أن لاريجانى أراد أن يقول إن كافة أطياف الشعب الإيرانى جاهزة لارتداء زى الحرب تحت أى ظروف حساسة تواجهه والتصدى لأصغر تهديد خارجى على بلاده.
ويبدو أن رياح الانفصال الكردية فى العراق بدأت تثير مخاوف إيران التى بدأت بتحركات واسعة فى اقليم كردستان الإيرانى للوقوف على المشاكل التى يعانى منها الأكراد، كما بثت قناة الميادين الممولة من طهران بالأمس تقريرا حول مدينة مهاباد الكردية فى إيران.
وتسعى طهران لإخفاء قلق حقيقي من مغبة تصاعد الطموح الكردى بالانفصال فى المنطقة، وتداعياته على أكراد إيران الذين يشكلون نحو 10% من السكان بحسب احصائيات غير رسمية، ويراودهم طموح الانفصال قبل الثورة الإيرانية.
ومع إصرار بارزانى على اجراء استفتاء الانفصال باتت تخشى طهران من انتقال النزعة الانفصالية للأقاليم الغربية التى تقطنها الأقليات الكردية، وهو ما ظهر فى تهديد أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى الأميرال على شمخانى، بإلغاء الاتفاقات الأمنية والعسكرية وإغلاق المنافذ الحدودية مع اقليم كردستان العراق حال اجراء استفتاء الانفصال.